زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم *6* أم سلمة رضي الله عنها

زوجات النبي سيدنا محمد صلى الله عليه *6 * ام سلمة رضي الله عنها

مصر /القاهرة كتب المراسل الصحفي /د عاطف المنديشي

موعدنا اليوم مع سادس زوجات الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (ام المؤمنين ام سلمة رضي الله عنها)
وكنيتها (ام سلمة نسبة إلى ولدها سلمة بن أبي سلمة) ولدت ام سلمة في تهامة بمكة في العام 28 قبل الهجرة وهي (هند بنت أبي أمية حذيفة بن المغيرة المخزومية) وكان ابوها من سادات قريش ويعرف عنه الكرم والسخاء الشديد لذا لقب ابي اميه (زاد الركب) إذ أنه كان يكفي زاد اي مسافر معه وأمها (عاتكة بنت عامر بن أبي ربيعة) وبن عمها سيف الله المسلول (خالد بن الوليد) وبن عمها ابو جهل بن هشام كانت أم سلمة من الأوائل دخولا في الإسلام وتزوجت من (عبد الله بن عبد الأسد المخزومي ) وهاجرت معه إلى الحبشة في الهجرة الاولي فارين بدينهم من أذى وتعذيب قريش وولدت ابنها (سلمة) في الحبشة وبعد عودتهما إلى مكة أمر الرسول بالهجرة إلى المدينة المنورة فهاجرت وذاقت وزوجها ألوان العذاب حتى تركهم مشركي مكة للهجرة ووضعت أولادها (درة وعمر وزينب) بالمدينة المنورة وبعد أن اشترك زوجها في غزوة بدر واحد توفي إثر جرح عميق برجله في غزوة أحد فحزنت حزنا شديدا وذهبت إلى رسول الله فقالت يا رسول أحزن على فراق (ابي سلمة) فقال لها قولي اللهم أجرنا في مصيبتي واخلف لي خيرا منها فقالت كذلك وبعد فترة ليست طويلة تزوجها النبي لرعاية أولادها وكان ذلك في شهر شوال في العام الرابع الهجري كانت أم سلمة قد قاربت الستين من عمرها عندما تزوجها النبي ولذا فإن فاطمة بنت النبي خرجت من حجرتها إلى زوجها على بن أبى طالب متزينة بيد ام المؤمنين ام سلمة كما أن سلمة كانت راوية بأحاديث رسول الله روت حوالي 378 حديث عن النبي معظمها في صحيح البخاري ومسلم شهدت ام سلمة كل غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم كما اخذ الرسول برأيها في معارضه الصحابه للنبي في النحر والحلق أثناء العمرة اعتراضا منهم على صلح الحديبية وبنوده التي رأي الصحابه أنها مقحفة وقالت للرسول اخرج عليهم اي على أصحابه فلا تكلم احدا منهم ولكن انحر ذبيحتك واحلق شعرك وسيفعلون مثلك وفعلا كان رأيها صائب فنحر الرسول ذبيحته وحلق شعره و تسابق الصحابة في ذلك كما أن ام سلمة كانت سببا في نزول بعض آيات القرآن الكريم عندما قالت للرسول يوما تغزو الرجال ولا تغزو النساء ولنا نصف الميراث فأنزل الله سبحانه وتعالى (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله أن الله كان بكل شئ عليما…. سورة النساء 32) كما قالت أم سلمة يوما للرسول يا رسول لم نذكر نحن النساء في الهجرة فأنزل الله قوله تعالى (أن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات و َََ الصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والصاءمين والصاءمات والحافظين فروجهم والحافظات والذكراين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما.. سورة الأحزاب 35)
كانت أم سلمة ممن سمع النبي ينعى نفسه عندما دخل عليها ويقول (رب سلم امة محمد من النار ويسر عليهم الحساب) فقالت ام سلمة يا رسول الله مالي أراك مغموما متغير اللون فقال النبي صلى الله عليه وسلم (نعيت إلى نفسي هذه الساعة فسلام لك مني في الدنيا فلا تسمعين بعد اليوم صوت محمد) فقالت ام سلمة (واحزناه حزنا لا تدركه الندامه عليك يا محمدا) ثم قال (ادعي لي حبيبة قلبي وقرة عيني وأرسلي إلى فاطمة ثم جاءت فاطمة وكان في أشد مرضه فقالت فاطمة لنفسي فداك ووجهي لوجهك الوقاء يا ابتاه فقال احملوني إلى بيت عائشة) ثم استئذان زوجاته صلى الله عليه وسلم أن يكون في مرضه عند ام المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق
ام سلمة بعد وفاة النبي أثرت بنفسها عن الفتن في عهد عثمان وعلى وظلت في بيتها ولكنها نصحت الحسين بن علي الا يخرج إلى العراق وقالت يا بني لا تخرج فقد سمعت جدك رسول الله انك ستقتل بالعراق فقال نعم يا أماه أعلم بذلك واعلم من يستشهد من أهل بيتي ولكني ساخرج وبعد استشهاد الحسين بن علي في كربلاء في العام 61 هجرية أصيبت ام المؤمنين ام سلمة بصدمة مروعه وحزنت حزنا شديدا وتوفت في العام 62 هجرية وكان عمرها يقارب التسعين عاما وكانت آخر من توفى من زوجات النبي أن حياة ام المؤمنين ام سلمة رضي الله عنها ثرية جدا بالحكايات والأقوال المأثورة ولكننا حاولنا الإيجاز حتى لا يمل القراء الأعزاء وسلاما على ام سلمة رضوان الله عليها وسلاما على كل أمهات المؤمن