خمسون عاما أمام الكاميرا الشمسية

العراق البصرة كتب الصحفي عبد اللطيف العطية

عند مرورك في سوق مدينة البصرة جنوب العراق وتحت جسر المشاة ترى رجل كبير السن في السبعين من العمر وهو جالس على كرسي الكاميرا الشمسية التي رافقها خمسون عاما حيث تعبر لك هذه الصورة للمشهد القديم الذي تمتد له أصابع الشمس وهي تطبع صورتنا القديمة محملة بكل الذكريات الجميلة عبر تاريخ طويل كنا نجلس أمام عدسة صغيرة ملتصقة بأطار خشبي قديم انها كاميرا الصور الشمسية وكما هي تمثل لنا صور البساطة والتراث المطبوعة على صفحات وجوهنا الصغيرة الجميلة بجمال امهاتنا المعجون بالصبر، مازالت بقايا صورة نادرة تقف عند شوارع مدينة البصرة القديمة وتحت شناشيلها الزاهية وهي تلوح العالم البعيد بتراثه النادر والذي أصبح حكاية بعد أن طردت الحداثة الحرفة القديمة التي كانت معها حكايات ولحظات جميلة عندما كنا طلابا في المدارس الابتدائية نلتقط من عدستها لنا صور جميلة ترسم لنا خيوط التراث والفلكلو ر في ذلك الزمن، يقف إلى جانب هذه الكاميرا رجل نحيف كبير السن مثقل بصور البصرة القديمة __ الجديدة بحداثتها ورغم ندرة ماتبقى منها الا انها تبدو غير نادرة حملت عدستي المتواضعة في مواجهة عدسة تاريخية نادرة الوجود في وقتنا هذا فكان لنا هذا الحوار مع المصور الشمسي السيد ( نوري حنظل حسين) لكي يبوح لنا ذكرياته مع الكاميرا التي عشقها منذ سنين طوال بكل مافيها من ذكريات مضت في طي النسيان حيث أوضح، في سنة 1955 عملت مصور ا مع المصور المعروف قاسم رؤوف صاحب ستوديو البصرة واستمريت معه في الاستوديو إلى سنة 1958 وتعلمت منه كيفية العمل على هذه الكاميرات إذ اكتسبت الخبرة فيها وفي سنة 1961 اشتريت هذه الكاميرا حيث نصبتها قرب مديرية أوقاف البصرة وبعدها انتقلت الى هذه المكان تحت جسر عبور المشاة واني اتذكر المصورين الذين عاصرتهم منهم المصور محمود باشا أعيان والمصور المسيحي كاربيت والمصور سورين؛ الفن في هذه الكاميرا ت كيف يكون التقاط الصور فيها؟ ان هذه الكاميرا ت الشمسية ثابتة ومساحات وزوايا التصوير فيها فيها محدد لكن فيها بعض التفنن البسيط وهو يمكن أن تصور الشخص واقفا او تصوره جانبيا او في حالة الجلوس من الامام والتي هي المعمول فيها في التصوير الشمسي في صور المعاملات الرسمية والهويات الشخصية وأضاف السيد نوري ان اعتماد هذه الكاميرا ت بالاساس على أشعة الشمس لأنها تحتاج إلى إنارة قوية لكي توضح الصورة ولكن كاميرتي لها القدرة على التقاط الصورة وقت غروب الشمس لقوة عدستها وأضاف أيضا لدي زبائن يرددون علي لغرض التقاط صور لهم، المصورين في وقتنا هذا والمصورين القدامى؟ ان الخبرة الكبيرة في مجال التصوير وان مهنة التصوير كالبحر لاتعرف مافيه الا ان تتوغل فيه فن التقاط الصور الحرجة والفنية وكيفية حصر الزوايا الفنية وان المصور كلما تقدم في فنه يحس انه في أول الطريق في هذا الفن واني رغم قدمي في مجال التصوير احس كأني متعلم جديد في هذا الفن؛ اول مصنع لهذه الكاميرات؟ ان اول مصنع لهذه الكاميرا ت هو المرحوم الحاج غني في منطقة علاوي الحلة في بغداد حيث يقوم بتصنيعها محليا بعد جلب العدسات من خارج العراق وان أشهر العدسات فيها هي ماركة استوريا في نهاية الحوار قال اتمنى ان يبقى هذا التراث الأصيل لهذه الكاميرا ت شاهدا تراثيا وان يكون اهتمام لهذا الفن الذي سوف تطويه السنين ويبقى ذكريات