‫الرئيسية‬ أخبار الساعة ترامب وضغوطه المستحيلة- صمود مصر والاردن في وجه العواصف الامريكية
أخبار الساعة - اخبار من اليمن - ‫‫‫‏‫أسبوع واحد مضت‬

ترامب وضغوطه المستحيلة- صمود مصر والاردن في وجه العواصف الامريكية

ترامب وضغوطه المستحيلة: صمود مصر والأردن في وجه العواصف الأمريكية

اليمن /كتب –  عبدالله صالح الحاج

في عالم السياسة، حيث تتعانق الأحلام وتتنازع الأطماع، يأتي ترامب كعاصفة تحمل رياح التغيير، لكنها رياح ملوثة بعبق تهجير القلوب. كمن يزرع الخراب في أرض خصبة، يطرح أفكاره على مصر والأردن، وكأنهما دمى في مسرحية عالمية، حيث يُكتب السيناريو بمداد الدماء والأحلام المسلوبة.

يستند ترامب إلى مساعدات تُعطى وتُسحب، كمن يلعب بأرواح الناس كأوراق كوتشينة. المساعدات العسكرية لمصر (1.3 مليار دولار سنويًا) والأردن (1.5 مليار دولار سنويًا) تُصبح سيفًا مسلطًا، يُهدد بهما الأمن القومي، ويُلزمهم بقبول شروط قاسية، كإدخال الفلسطينيين إلى أراضيهم، وكأنهم ضيوف غير مرحب بهم في وطنهم. كما أشار ديفيد شينكر، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إلى أن “الولايات المتحدة تستخدم المساعدات كأداة ضغط لتحقيق أهدافها السياسية، مما يضع الدول المستفيدة في موقف صعب”.

تاريخيًا، شهدت مصر والأردن استقرارًا نسبيًا بفضل هذه المساعدات، لكن الضغوط الجديدة قد تقلب الموازين. تشير التقارير إلى أن 40% من سكان الأردن هم من أصول فلسطينية، مما يجعل أي محاولة لتوطين فلسطينيين جدد خطوة مدمرة للنسيج الاجتماعي. دراسة أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية الأردني أظهرت أن “67% من الأردنيين يعارضون توطين الفلسطينيين”، مما يعكس القلق العميق من تأثير ذلك على الهوية الوطنية. كما أظهرت إحصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية تجاوز 5.7 مليون، مما يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة.

يستحضر ترامب “صفقة القرن”، وكأنها وعد من زمن غابر. يسعى لتصفية القضية الفلسطينية، في محاولة لدمج الفلسطينيين في متاهات اقتصادية تُسقط حق العودة كحلم بعيد. وفقًا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة “القدس” للدراسات السياسية، يرفض “75% من الفلسطينيين” أي حلول تُقيد حق العودة، مما يشير إلى أن الشارع العربي، الذي يئن تحت وطأة الظلم، يصرخ برفضه، متمسكًا بحقوقه كمن يتمسك بحلم لا يموت. كما أكد الكاتب الفلسطيني إياد البرغوثي أن “حق العودة هو جزء لا يتجزأ من الهوية الفلسطينية، ولا يمكن التنازل عنه”.

وعندما يتحدث عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، يتساءل الكثير: “كيف لمصر والأردن أن يلتقوا بأعدائهم، بينما قلوب الفلسطينيين ما زالت تنزف؟” إن هذه الخطوة ستثير ثورة في الشارع العربي، حيث أظهرت دراسات أن “80% من العرب يعارضون التطبيع مع إسرائيل دون تحقيق تقدم حقيقي في القضية الفلسطينية”. الدكتور عزمي بشارة، المفكر العربي، يقول: “التطبيع مع إسرائيل دون حل القضية الفلسطينية هو بمثابة خيانة للحقوق العربية”.

وفي خضم الأزمات، وعندما تشتعل نار الحروب، قد يُطلب من مصر أن تكون مأوى للاجئين، كمن يفتح أبوابه لمغتربين، بينما ينظر إلى عيونهم المتعبة. وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هناك أكثر من 2.1 مليون لاجئ فلسطيني في الأردن، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا. لكن التاريخ يُعلمنا أن مصر لن تتهاون في ما يتعلق بأمنها، وأن الأردن، الذي يعاني من أزمات داخلية، قد يجد نفسه عالقًا بين فكي كماشة الضغوط. دراسة من مركز الدراسات الاستراتيجية تشير إلى أن الأردنيين يشعرون بالقلق من تأثير أي توطين على استقرار البلاد، مما يزيد من حدة الاحتقان الاجتماعي.

إذا ما حاول ترامب تنفيذ ضغوطه، فإن السيناريو الأكثر احتمالًا هو رفض مصر والأردن، وكأنهما جدار صامد في وجه العواصف. وفقًا لدراسات مركز الدراسات الاستراتيجية، “67% من الأردنيين يعارضون أي توطين للفلسطينيين في بلادهم”. بينما السيناريو الأسوأ قد يتجلى في قبول الشروط، مما قد يؤدي إلى صراخ الشارع، إلى انتفاضة تُعيد صياغة التاريخ.

إن الضغوط الأمريكية قد تؤدي إلى تفكك النسيج الاجتماعي في الدول المستضيفة للاجئين، مما يهدد الاستقرار الداخلي. هذه الضغوط يمكن أن تخلق أزمات اقتصادية واجتماعية، حيث يمكن أن تؤدي إلى زيادة البطالة والفقر، مما ينعكس سلبًا على حياة المواطنين. كما أن التحولات الديموغرافية قد تؤدي إلى توترات عرقية ودينية، مما يجعل من الصعب على الحكومات الحفاظ على الأمن والاستقرار. الخبير الاقتصادي حسام الدين عوض يرى أن “أي توطين فلسطيني قد يؤثر سلبًا على سوق العمل في الأردن، مما يزيد من حدة البطالة بين المواطنين”.

يجب على الدول العربية تبني مواقف موحدة تجاه القضية الفلسطينية، وتعزيز الحوار بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الفصائل الفلسطينية المختلفة. ينبغي أن يتم التركيز على تقديم دعم حقيقي للفلسطينيين، سواء كان ذلك من خلال المساعدات الإنسانية أو من خلال الدعم السياسي في المحافل الدولية. كما يجب على الحكومات العربية العمل على تعزيز الاقتصاد المحلي لتقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية، مما يعزز من قدرتها على اتخاذ قرارات مستقلة.

يجب أيضًا تعزيز التعليم والتوعية حول حقوق الفلسطينيين في المجتمعات العربية، لضمان أن تكون القضية الفلسطينية في صلب النقاشات السياسية والاجتماعية. الناشطة ليلى العلي تؤكد أن “التعليم هو المفتاح لخلق جيل واعٍ بحقوقه، ويجب أن نبدأ من الآن”.

في ختام هذا الحديث، نجد أنفسنا أمام مفترق طرق حاسم، حيث تتصارع الأحلام مع الحقائق المرة. إن القضية الفلسطينية ليست مجرد مسألة سياسية، بل هي جرح نازف في قلب الأمة العربية، يتطلب منا جميعًا أن نكون حراسًا لها. الوحدة العربية هي السبيل الوحيد لمواجهة التحديات التي تعصف بنا، وهي الحصن الذي يحمي حقوقنا وكرامتنا.

إن الأمل، رغم كل الصعوبات، يبقى مشعًا في قلوبنا. يجب أن نتذكر أن التاريخ لا يرحم، وأن الأجيال القادمة ستنظر إلينا كأبطال أو كمتقاعسين. لذا، علينا أن نكون صوتًا واحدًا، نبني على أسسٍ من التضامن والتعاون، ونتجاوز الانقسامات التي تضعف قوتنا. كما قال الوزير المصري السابق نبيل العربي: “علينا أن نكون موحدين في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، فالأمر لا يتعلق فقط بالشعب الفلسطيني، بل بمصير الأمة بأسرها”.

فلتكن خطواتنا نحو المستقبل محملة بالأمل، ولنعمل معًا على تعزيز الحوار والتنمية، لنرسم معالم طريق جديد نحو الحرية والكرامة. الأستاذ سليم الزعنون يذكرنا بأن “أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية لن تنجح”، فالشعب الفلسطيني يعيش في قلب كل عربي، وهو رمز للصمود والتحدي.

لنتعهد جميعًا بأن نكون حراسًا للحق، وأن نرفع أصواتنا في وجه الظلم. كما أكدت الدكتورة هالة شهاب، فإن “التعاون العربي في مجال الأمن القومي هو أمر ضروري لمواجهة التحديات”، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال الإرادة المشتركة والتضامن الفعّال.

فهل سنكون نحن الجيل الذي يعيد كتابة التاريخ، أم سنظل عالقين في دوامة الأوهام؟ الخيار بين أيدينا، والأمل ينادينا، لنستجب لنداء الحق ونصنع من التحديات فرصًا لبناء مستقبل مشرق، يجمعنا تحت راية واحدة.

‫شاهد أيضًا‬

ترامب وجنون العظمة : التهجير والسيطرة على غزة بين استراتيجية الضغط و الالهاء وتسليط الأضواء

*ترامب وجنون العظمة: التهجير والسيطرة على غزة بين استراتيجية الضغط والإلهاء وتسليط الأضواء…