تونس/منتزه البلفدير رئة تونس وشامتها الخضراء على مدى الزمان

تونس/كتب شادي زريبي

منتزه البلفيدير… رئة مدينة تونس وشامتها الخضراء على مدى الزمن

بوكس: أشرف على تصميم المنتزه جوزيف دو لافوركاد المهندس والأخصائي في تجميل الحدائق بمدينة باريس

بوكس: منتزه البلفيدير يظل الفضاء الأكثر تميزا والأكثر جذبا للزوار الذين يزورونه بالآلاف يوميا
بوكس: إذا كنت من عشاق الاستكشاف يُمكنك التجول داخل الحديقة ومُشاهدة المناظر الطبيعية الخلّابة والتعرف على أنواع النباتات والشجيرات المُختلفة
بوكس: يعتبر منتزه البلفيدير أول فضاء ترفيهي لسكان مدينة تونس وذلك لما يتميز به من خاصيات بيئية

تعدّ حديقة الحيوانات بمدينة تونس مؤسسة علمية وثقافية وترفيهية تم بعثها سنة 1963. أشرف مهندسون ألمان على تصوّر شكلها وتمّ تركيزها بقلب العاصمة وهي تمتد حاليا على مساحة 12هكتارا. توجد بها أنواع عديدة من الأشجار من صنوبر ونخيل وزيتون وكالاتوس وغيرها. كما تحتوي على حديقة للحيوانات تتوفر بها مجموعات هامة من الحيوانات والطيور من مختلف قارات العالم
وتعتبر البلفيدير مكانا ترفيهيا مُناسبا جداً للأطفال، إذ يمكنك اصطحابهم في رحلة فيوجد داخل الحديقة ما يعرف بنادي الأطفال والطبيعة والذي يقوم بتقديم عروض سمعية وبصرية للأطفال لتنمية الوعي بمشاكل البيئة والتعرف على حيوانات الحديقة وخصوصية كل حيوان على حدا. تنتشر في حديقة الحيوانات بتونس العديد من المقاهي والمطاعم مُميزة على الطراز التونسي، حيث يُمكنك الجلوس على إحداها والاستمتاع بأشهى المأكولات التونسية وشرب فنجان من القهوة وسط الطبيعة الساحرة.
وإذا كُنت من عُشاق الاستكشاف يُمكنك التجول داخل الحديقة ومُشاهدة المناظر الطبيعية الخلّابة والتعرف على أنواع النباتات والشجيرات المُختلفة الموجودة داخل حديقة الحيوانات بتونس، كما تُوفر لك حديقة الحيوانات بتونس جلسات تغذية للحيوانات حيث يُمكنك الاستمتاع بمغامرة مُسلية والقيام بإطعام الحيوانات بيدك وقضاء وقت مُمتع لا يُنسى.
والبلفيدير أقدم وأشهر حديقة حيوانات في مدينة تونس تقع وسط المدينة مما يجعلها مقصدا للكثير من السكان المحليين والسياح، وتضمّ هذه الحديقة العديد من المسارات المخصصة للمشي وركوب الدراجات الهوائية، بالإضافة إلى حديقة حيوان تحتضن الكثير من الحيوانات كالنمور والقرود والطيور والجمال، وغيرها. فضلا عن كونها تتزين بأشجار الصنوبر والنخيل والزيتون. إنها مكان مثالي لقضاء يوم ممتع مع العائلة أو الأصدقاء، فلا يمكن للمرء أن بتردد فيقوم بزيارتها وجوبا عند القدوم إلى المدينة.
والحقيقة أن إحداث منتزه البلفيدير يعود إلى سنة 1892 بقرار من المجلس البلدي. وتم اختيار ربوة تحتضن غابة زيتون تقع بطريق أريانة لتركيز المنتزه. تم توفير الأشجار من الحديقة التجريبية التي بعثت بتونس سنة 1891.
وتم الانتهاء من أعمال التهيئة والزراعة في سنة 1897. بقي منتزه البلفيدير مغلقا أمام العموم لمدة عشر سنوات من أجل ضمان أفضل الظروف لنمو كسائه النباتي. وفي سنة 1910 وقع تدشين المنتزه بصفة رسمية. اليوم، وحسب تعداد بلدي، يعد المنتزه أكثر من 230.000 شجرة.
أشرف على تصميم المنتزه جوزيف دو لافوركاد المهندس والأخصائي في تجميل الحدائق بمدينة باريس. يعدّ منتزه البلفيدير أول منتزه حضري يقع تركيزه بالعاصمة. وهو لا يزال إلى اليوم أكبر المنتزهات الحضرية وأكثرها أهمية في البلاد. منذ أن تم فتحه للعموم، صار منتزه البلفيدير المكان المفضل للنزهة والتجوال بالنسبة لسكان العاصمة.
وفي السياق ذاته، يحتضن المنتزه حفلات راقصة وسباقات للسيارات واستعراضات عسكرية. منذ افتتاحه أمام الجمهور أصبح منتزه البلفيدير مكان التجوال المفضل لدى التونسيين. يشهد السفح المشرف على كامل المنتزه أيام الآحاد والعطل تدفق العائلات لتناول الغداء في الهواء الطلق وممارسي رياضة الكرة الحديدية وبالرغم من منافسة فضاءات ترفيهية أخرى فإن منتزه البلفيدير يظل الفضاء الأكثر تميّزا والأكثر جذبا للزوّار الذين يزورونه بالآلاف يوميا.
كما يتميز الكساء النباتي بثراء مخزونه النباتي الكبير لأشجاره وغابته الضخمة تؤهل منتزه البلفيدير ليحمل اسم “رئة مدينة تونس”.
أما مكوّنات منتزه البلفيدير، التي تشمل القبة والبوابتين والكازينو والبحيرة ونادي الخيول، وهي تمثّل مجتمعة معالم ترفيهية ذات خصائص متعددة منها التاريخية والهندسية والفنية والبيئية. كما يعتبر منتزه البلفيدير أول فضاء ترفيهي لسكان مدينة تونس وذلك لما يتميز به من خاصيات بيئية.