‫الرئيسية‬ Around the world السودان / مؤامرات وماساة السودان بين العدوان الخارجي والمسؤولية الدولية
Around the world - أخبار الساعة - أخبار السودان - ‫‫‫‏‫6 ساعات مضت‬

السودان / مؤامرات وماساة السودان بين العدوان الخارجي والمسؤولية الدولية

📜 مؤامرات ومأساة السودان بين العدوان الخارجي والمسؤولية الدولية

✍️ السودان  بقلم:

الدكتور النذير إبراهيم محمد أبوسيل

المستشار القانوني الدولي – لتسوية المنازعات

 

يشهد السودان اليوم واحدة من أكثر المآسي تعقيدًا في التاريخ الحديث، مأساة تتجاوز حدود الصراع الداخلي إلى مستوى المؤامرة المنظمة التي تستهدف كيان الدولة ومقدراتها ووحدتها الوطنية. فالمشهد الميداني لم يعد مجرد مواجهة بين جيش نظامي ومليشيا متمردة، بل تحول إلى حرب بالوكالة، تُدار من الخارج وتُموَّل بوضوح، لتدمير ما تبقى من مؤسسات الدولة السودانية.

أولاً: التدفق الخطير للمرتزقة واختراق السيادة

تؤكد التقارير الموثقة أن آلاف المرتزقة تم إدخالهم إلى السودان عبر دول إقليمية معروفة، بعمليات نقل سرية ومنظمة، مستهدفة إشعال الفوضى وتقويض الأمن الوطني. هذه العمليات، التي تجاوزت حدود القانون الدولي الإنساني، تمثل جريمة عدوان على دولة ذات سيادة، وانتهاكًا صريحًا للمادة (2) من ميثاق الأمم المتحدة التي تحظر استخدام القوة أو التهديد بها ضد سلامة أراضي الدول واستقلالها السياسي.

ثانيًا: الدعم الإماراتي للمليشيات واستخدام الأسلحة المحظورة

ما يثير القلق العميق هو الدعم اللامحدود الذي تقدمه دولة الإمارات لمليشيا ال دقلو الإرهابية، سواء بالتمويل أو التسليح أو الإمداد اللوجستي. وقد كشفت الأدلة الميدانية عن استخدام أسلحة محرمة دوليًا، بما في ذلك الأسلحة الكيميائية في مدن مثل الفاشر وأم درمان وغيرها، مما يشكل جرائم حرب وفق نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. هذه الانتهاكات لا يمكن تبريرها تحت أي ذريعة، وهي تستوجب تحقيقًا دوليًا عاجلًا ومساءلة كل من يقف وراءها، سواء كانوا أفرادًا أو دولًا.

ثالثًا: المؤامرة الكبرى ومخطط الغزاة

لا يمكن النظر إلى ما يحدث في السودان بمعزل عن مشروع تفكيك الدولة السودانية وإعادة رسم خريطتها بما يخدم مصالح خارجية. فالدعم العسكري والسياسي والمالي للمليشيات لا يهدف إلى “الوساطة” أو “السلام”، بل إلى السيطرة على الموارد الطبيعية والموقع الجغرافي الاستراتيجي للسودان. إنها محاولة استعمارية جديدة بأدوات حديثة وشعارات خادعة.

رابعًا: الحاجة إلى الحكمة والرشد والقوة

إن ما يمر به السودان يتطلب من قيادته وشعبه ووعيه الجمعي قدرًا عاليًا من الحكمة والثبات، مع التمسك بسيادة الدولة واستقلال قرارها الوطني، والحذر من فخاخ “الوساطات المزيفة” التي تُستخدم غطاءً لشرعنة التدخلات الأجنبية. فالقانون الدولي يقف إلى جانب الشعوب التي تدافع عن أرضها ضد العدوان، ويقر بحق السودان الكامل في الدفاع عن نفسه وتطهير أراضيه من الإرهاب والمرتزقة.

خامسًا: نداء إلى المجتمع الدولي

إن استمرار الصمت الدولي أمام هذه المأساة الإنسانية يمثل تواطؤًا ضمنيًا مع المعتدي. ومن هنا، يجب على الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والاتحاد الإفريقي، والاتحاد الأوروبي، وكل المؤسسات الحقوقية الدولية، أن تتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه الشعب السوداني، عبر:

 • فتح تحقيق دولي مستقل حول جرائم الحرب والانتهاكات ضد المدنيين.

 • فرض عقوبات صارمة على الجهات والأفراد والدول التي تمول المليشيات الإرهابية.

 • دعم الحكومة الشرعية ومؤسسات الدولة السودانية في بسط الأمن والاستقرار.

إن السودان اليوم لا يواجه حربًا داخلية فحسب، بل مؤامرة خارجية شاملة.

ومع ذلك، فإن عزيمة شعبه، وإرادة جيشه، وحكمة قيادته، قادرة على إفشال مخطط الغزاة وصون وحدة الوطن. فالتاريخ علّمنا أن الشعوب الحرة لا تُهزم، مهما اشتدت المؤامرات وتعددت أدواتها.

🇸🇩

العدالة والكرامة والسيادة.هي أساس السلام الحقيقي.

‫شاهد أيضًا‬

العراق مكتب بغداد/ الساعدي يفتتح مستشفى الفضلية بعد 11 عاما من التاجيل ويشرك القطاع الخاص بالادارة

العراق مكتب بغداد كتب الأعلامي الدكتور جمال الموسوي السوداني يفتتح مستشفى الفضيلية بعد 11 …