تونس/ مهرجان توزر الدولي في دورته 40 : نجاح العروض الاولى رغم الظروف الصعبة

تونس/ توزر: كتب محمودالاحمدي

مهرجان توزر الدولي في دورته الأربعين: نجاح العروض الأولى رغم الظروف الصعبة

افتتحت يوم الأحد فعاليات الدورة الأربعين لمهرجان توزر الدولي وسط حضور جماهيري لافت، عكس تعطش أهالي الجريد لمثل هذه التظاهرات الثقافية والفنية الكبرى. ورغم الصعوبات التي رافقت الإعداد لهذه الدورة، فإن العروض الأولى كانت ناجحة، لتؤكد من جديد مكانة المهرجان كأحد أعرق المواعيد الثقافية في تونس.

عروض متنوعة ومتميزة

أولى سهرات المهرجان حملت الجمهور في رحلة إفريقية ساحرة مع عرض بالي الموسيقى الإفريقية من بوركينا فاسو، الذي أضفى أجواءً مبهجة بإيقاعاته الراقصة وألوانه الزاهية. كما استمتع الحاضرون بعرض روحاني عميق مع حضرة المشايخ، في حين قدّمت المخرجة وجيهة الجندوبي مسرحيتها “Big Bossa” التي لاقت تفاعلاً كبيراً من الجمهور بفضل جرأتها وأسلوبها الساخر.

أما السهرة الغنائية فقد كانت على موعد مع الفنانة أسماء بن أحمد، التي أبهرت الحاضرين بصوتها وأدائها الراقي، مضيفة جرعة من الإبداع التونسي الأصيل إلى برنامج المهرجان.

صعوبات تنظيمية ومالية

رغم نجاح العروض الأولى، لم يخف القائمون على المهرجان حجم التحديات التي واجهتهم. فقد عانت الهيئة المديرة من انعدام فضاء قار للعروض، ما جعل عملية التنظيم أكثر تعقيداً. كما أن ضعف الميزانية المخصصة مثل عائقاً حقيقياً أمام استقدام المزيد من العروض الكبرى، خصوصاً في ظل الارتفاع المتزايد لتكاليف الإنتاج والتنظيم.

الدخول المجاني… ظاهرة أضرت بالمداخيل

من بين أبرز العراقيل التي انعكست سلباً على ميزانية المهرجان، تفشي ظاهرة الدخول المجاني التي يتعمدها البعض. فبرغم الرمزية المتواضعة لأسعار التذاكر، يصر عدد من الحاضرين على التسلل إلى العروض دون مقابل، وهو ما أثر بشكل مباشر على مداخيل السهرات، وأضعف قدرة الهيئة المديرة على تغطية نفقاتها.

“مدونون” وصفحات مشبوهة… إزعاج بدل دعم

لم تقتصر التحديات على الجانب المادي فقط، بل برزت أيضاً ظاهرة أخرى أثارت استياء المنظمين. فقد تحولت بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، التي يديرها أشخاص يصفون أنفسهم بـ”المدونين”، إلى منصات للتشويش والتقليل من أهمية المهرجان. هؤلاء عمدوا إلى نشر تعليقات سلبية، والمطالبة بالدخول المجاني لجميع العروض، إضافة إلى محاولاتهم تعطيل نشاط الهيئة المديرة بأساليب وُصفت بالهجينة وغير المسؤولة.

رسالة ثقافية تتحدى الإكراهات

ورغم كل هذه العراقيل، فإن نجاح العروض الأولى للمهرجان يعكس إصرار أبناء الجهة على الحفاظ على هذا الموعد الثقافي العريق. فمهرجان توزر الدولي لم يكن مجرد فضاء للترفيه، بل هو منبر للتنوع الثقافي والتبادل الحضاري، ورسالة تؤكد أنّ الثقافة قادرة على الصمود في مواجهة الصعوبات والرهانات.

وفي انتظار بقية السهرات والبرمجة الفنية المتنوعة، يبقى جمهور الجريد متمسكاً بحقّه في مهرجان يليق بتاريخ الجهة ومكانتها، فيما تواصل الهيئة المديرة جهودها لإنجاح هذه الدورة الاستثنائية، مهما كانت التحديات.