مراسلنا من السودان/اليوم العالمي للمرأة .. مساء بلادي بين مطرقة الحرب وسندان التهميش واوهام الرجال

*اليوم العالمي للمرأة: نساء بلادي بين مطرقة الحرب وسندان التهميش واوهام الرجال*

السودان :: بقلم/ عزيز جنرال

8/03/2025

تحتفل الشعوب والامم والمجتمعات في 8 مارس/ آذار من كل عام باليوم الدولي للمرأة، وهو فرصة لتسليط الضوء على قضايا النساء والأوضاع المأساوية وازمات الحروب التي تواجهها في مختلف بقاع العالم.

وبهذا اليوم التاريخي يسعدني ان أبعث بتحية إجلال وانحناء لنساء بلادي و العالم اجمع تقديراً وتعظيماً لأدوارهن في قيادة مشروع التغيير البنيوي وقدرتهن على البقاء والمثابرة في ساحات العناء والشدّة والكوارث المستمرة، وعلى الرغم من كل الجهود المبذولة محليا ودوليا لتعزيز مبدأ المساواة على أساس النوع الاجتماعي انطلاقاً من منهاج بيكين 1995، خطة التنمية المستدامة 2030 وقرار 1325 المتعلق باشراك المرأة في عمليات بناء السلام والوساطة، فأن التقارير والمؤشرات في مجال حقوق الإنسان والتنمية البشرية تكشف ان القيود الثقافية والدينية والفجوات مازالت قائمة بين النساء والرجال وأن التصورات والاوهام الذكورية ضد النساء والفتيات في حالة تنامي وتمدد بسبب الظلم والتقاليد والعادات الضارة والفقر والامية وهشاشة المؤسسات.

*نضالات المرأة الأفريقية والسودانية*

على مدار 70 عاماً من عمر الاستقلال الوطني ظلت المرأة السودانية تكافح بكل شجاعة وجسارة من أجل حقوقها وكرامتها والتحول المدني الديمقراطي رغم موجات التيارات الظلامية والقوانين الظالمة، وستظل المرأة الأفريقية والسودانية رمزًا شامخاً للتحدي والتضحية والعزة والبطولة، وقدوة تمثل روح النضال النبيل والكفاح المتواصل في سبيل ارساء مبادئ السودان الحديث والمساواة لكافة نساء العالم.

*النزاعات المسلحة والعنف على أساس النوع الاجتماعي: وضعية النساء والفتيات والأطفال*

تأثرت معظم الفتيات و النساء بأزمات الحروب العويصة خاصة المرضعات، الحوامل، والفتيات الصغيرات والارامل والمرأة من ذوي الإعاقة، كما ان الصراعات المسلحة دائماً تؤدي الى تفكك الأسر والتسول والعمل في الدعارة والهجرة الي مناطق ودول ومدن أخري بحثاً عن سد الرمق، بجانب تدفق العنوسة وتقليل فرص الزواج وارتفاع معدل الطلاق للفتيات الصغيرات في السن وافقار الشعوب والأفراد.

*التطورات المحلية والاقليمية والدولية*

في اليوم الدولي لمناصرة المرأة، لا تزال سيدات كثيرات في مختلف أنحاء العالم تتعرض للتحرش والعنف المنزلي والاغتصاب والاضطهاد وغياب المساواة في الحقوق مجتمعيا وقانونيا، إذ من الأهمية بمكان دعم الحركات النسوية ومنظمات المجتمع المدني لتمكين المرأة ومؤازرة مساهماتها في صنع وتنفيذ ومراقبة القرار السياسي والفكري والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والقانوني، كما يجب تمكينها في كافة مناحي الحياة لمناهضة الهيمنة الذكورية ودحض الثقافات المعادية لحقوق الانسان وحرية النساء، ان الدور النساء داخل الاحزاب السياسية والحركات الثورية والنقابات ما زال دور هامشي ولم يصل لمرحلة الريادة والقيادة والسيادة النسوية وهذا يعود إلى أزمة الشعارات والتطبيق واحياناً هشاشة المرأة ونظرة الرجال للنساء على انهن جرار عسل honey pots من تحت الأنهار وليست باعتبارهن مرجعية وقدوة وقيادة استراتيجية في مسار بناء وادارة المؤسسات والمجتمعات بنوع من الحنكة والحكمة، لذا ضرورة تدريب الرجال والنساء على حد سواء للاستفادة من القدرات المرأة الذهنية والمعرفية لخلق مجتمع علمي وديمقراطي وعادل وحر بعيدا من الانغماس في التفاعلات البيولوجية المجردة.

عاشت نضالات الكنداكات السودانيات، عاشت تضحيات المرأة السودانية في الحرية والسلام والعدالة الاجتماعية.