خبراء يحذرون من تهجير سكان غزة.. ومصر تؤكد رفضها القاطع للمخطط
صحيفة الموعد التونسية
القاهرة / أحمد حمزة الدرع
نظّم المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، بالتعاون مع المجلس المصري للشؤون الخارجية، يوم الأربعاء 26 فبراير 2025، مؤتمرًا بعنوان “غزة ومستقبل الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط”. شهد المؤتمر مشاركة واسعة من سفراء، خبراء، باحثين، وأعضاء السلك الدبلوماسي من السفارات العربية والأجنبية. افتُتحت فعاليات المؤتمر بعزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية، وتناول المؤتمر عدة قضايا محورية، أبرزها تجارب تسوية الصراعات في أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى مناقشة مشروعات التهجير التي واجهتها القضية الفلسطينية في إطار محاولات تصفيتها.
خلال الجلسات، استعرض المشاركون خبرات دولية وإقليمية في إعادة إعمار مناطق الصراع دون تهجير السكان، مؤكدين على أهمية إشراك المجتمعات المحلية في عمليات الإعمار لضمان استدامة السلام والاستقرار. كما ناقشوا آليات تصفية القضية الفلسطينية من خلال التهجير، مع استعراض الرؤى الفلسطينية والإقليمية والقانونية لأخطار هذه المشروعات. أشاد المشاركون بالموقف المصري الحاسم في رفض محاولات تهجير سكان غزة إلى سيناء، مؤكدين أن هذه المحاولات تمثل خطًا أحمر لن تسمح الدولة المصرية بتجاوزه.
في هذا السياق، صرّح اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، بأن القضية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، مشيرًا إلى أن الموقف المصري ثابت منذ عام 1948. أوضح أن كل تحرك مصري يهدف إلى تحقيق المصالح المصرية والفلسطينية والعربية، مذكرًا بخريطة الطريق التي طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكتوبر 2023 لتحقيق تسوية سياسية للقضية الفلسطينية.غزة

من جانبه، شدد الدكتور خالد عكاشة، المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، على ضرورة أن ترتكز الجهود الدولية، خاصة الأمريكية، في إعادة إعمار غزة على إشراك سكان القطاع كفاعلين أساسيين لضمان استدامة عمليات الإعمار والسلام. أشاد بالدور المصري في طرح رؤية شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها.

وفي مداخلة عبر تقنية “زووم”، وصف الصحفي الأمريكي البارز توماس فريدمان مقترحات التهجير بأنها “الأكثر جنونًا” وتوقع أن “تموت من تلقاء نفسها”. أشار إلى أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضرورة لأمن إسرائيل، والبديل عن ذلك هو عدم وجود دولة إسرائيلية أو فلسطينية. كما أوضح أن تهجير سكان غزة إلى مصر أو الأردن غير مقبول، وأن إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أدركت جنون هذه الفكرة وتراجعت عنها. دعا فريدمان العرب إلى عدم القلق بشأن مثل هذه المقترحات، مشيرًا إلى أن الأمور ستتضح في القمة العربية المقبلة.
اختُتم المؤتمر بالتأكيد على رفض خطط التهجير القسري لسكان غزة، ودعم الموقف المصري الثابت في هذا الشأن. شدد المشاركون على أهمية إعادة إعمار غزة بمشاركة سكانها، وتحذير من محاولات تصفية القضية الفلسطينية. كما دعوا إلى تبني الرؤية المصرية في القمة العربية الطارئة المقرر عقدها في القاهرة في 4 مارس المقبل، مع تثمين الجهود الدولية، خاصة الأمريكية، في التوصل لوقف إطلاق النار في غزة والتطلع إلى دور قيادي في تحقيق سلام دائم وشامل في المنطقة.
مدبولي يشهد يوم التفوق في قناة السويس.. اطلاق خدمات بيئية وبحرية
صحيفة الموعد التونسية الإسماعيلية / أحمد حمزة الدرع شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس ال…