‫الرئيسية‬ Around the world وحدة الارادة العربية: السلاح الأقوى لمواجهة ترامب وناتنياهو وانهاء الاحتلال

وحدة الارادة العربية: السلاح الأقوى لمواجهة ترامب وناتنياهو وانهاء الاحتلال

*وحدة الإرادة العربية: السلاح الأقوى لمواجهة ترامب ونتنياهو وإنهاء الاحتلال*

اليمن *كتب/عبدالله صالح الحاج

في خضمِّ الأحداث المتسارعة التي تعيشها المنطقة العربية، يبرز حديث الرئيس الأمريكي الحالي ترامب حول السيطرة على غزة وتهجير أهلها، ممَّا يثير تساؤلاتٍ عميقة حول مصير القضية الفلسطينية. إنَّ هذا الخطاب لا يمثل مجرَّد تلاعبٍ بالألفاظ، بل هو استراتيجية مدروسة تهدف إلى إعادة تشكيل الواقع العربي وفقًا لمصالح قوى الاحتلال. ومع استمرار المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، يبدو أننا أمام مأساةٍ إنسانية تتطلب تحرُّكًا عربيًا جادًا.

تحت مظلَّة الحديث عن “الأمن” و”الاستقرار”، يسعى ترامب إلى تبرير سياساته العدوانية، التي تهدف إلى تفكيك المجتمعات الفلسطينية. تلك المجتمعات تعاني من حصارٍ خانق ودمار شامل، حيث تتواصل المجازر الإسرائيلية بدعمٍ مباشر من الولايات المتحدة. إنَّ ما يحدث في غزة ليس مجرَّد أرقام أو تقارير، بل هو واقعٌ مرير يستدعي من الأمة العربية أن تتحرَّك بشكلٍ فعّال.

بينما تُصدر الدول العربية بيانات شجبٍ واضحة تدين الاعتداءات الإسرائيلية، نجد أنَّ العديد من تلك الدول ما زالت تحتفظ بعلاقاتٍ مع إسرائيل، بل وتقوم بتطبيع العلاقات معها. هذا التناقض بين الخطاب والممارسة يطرح تساؤلاتٍ حول مدى جدية هذه المواقف. إنَّ تدمير غزة بشكلٍ شامل وقتل أبنائها على يد القوات الإسرائيلية يدلل على فشل الأنظمة العربية في تقديم الدعم المطلوب. إذا توحَّدت الأمة العربية ووجدت إدارة سياسية موحَّدة، فسيمكنها إجبار إسرائيل وأمريكا على إنهاء العدوان.

يمكن للدول العربية المنتجة للنفط أن تستخدم هذه القوة الاقتصادية كوسيلة ضغط، من خلال وقف تصدير النفط إلى الغرب وأمريكا. هذا التحرك سيكون بمثابة رسالةٍ قوية تعبر عن وحدة الصف العربي. ينبغي أيضًا على الدول العربية إعادة تقييم علاقاتها مع إسرائيل، وإظهار أنَّ القضية الفلسطينية هي محور الاهتمام العربي. فرض مقاطعةٍ شاملة للمنتجات الإسرائيلية والأمريكية يمكن أن يؤثر بشكلٍ كبير على الاقتصاد الإسرائيلي، ويعكس التضامن العربي مع الشعب الفلسطيني. كما أنَّ العمل على خلق عزلةٍ دبلوماسيةٍ لإسرائيل وتعزيز الدعم الدولي للقضية الفلسطينية يمكن أن يساهم في الضغط على الاحتلال.

إذا ما تم تنفيذ هذه الاستراتيجيات، فإنَّنا سنشهد صفعةً قوية لأمريكا وإسرائيل معًا، وقد يكون هذا هو الوقت المناسب لتحقيق انتصارٍ حقيقي للقضية الفلسطينية، ممَّا يسهم في تحرير الأراضي المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

إنَّ ما يحدث اليوم في فلسطين ينذر بخطرٍ جسيم يتطلب من الأمة العربية أن تستفيق من سباتها، وتعيد تقييم مواقفها تجاه القضية الفلسطينية. لقد أثبتت التجارب أنَّ الكلمات وحدها لا تكفي، وأنَّ التصريحات الفارغة لن تُجدي نفعًا أمام آلة الحرب الإسرائيلية المدعومة أمريكيًا.

لقد حان الوقت لتوحيد الصف العربي، ولبناء إدارة سياسية قادرة على اتخاذ خطواتٍ جادة وفعّالة. إنَّ استخدام سلاح النفط، وإنهاء التطبيع، ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية، وفرض العزلة على الكيان المحتل ليست مجرَّد خيارات، بل هي واجبٌ وضرورة.

إذا ما اجتمعت الإرادة العربية واتفقت على موقفٍ موحد، فإنَّها تستطيع أن توجه صفعةً مدوية للاحتلال، وأن تستعيد القضية الفلسطينية مكانتها في الوعي العالمي. فالحرية لا تُمنح، بل تُنتزع، والعدالة لا تتحقق إلا من خلال العمل الجماعي والمثابرة. فلنستعد جميعًا لمواجهة التحديات، ولنجعل من هذه اللحظة نقطة انطلاق نحو تحقيق النصر والحرية، ولتكن القدس عاصمةً لدولتنا الفلسطينية المستقلة، رمزًا للكرامة والانتصار.

‫شاهد أيضًا‬

بالتنسيق MIT نفذ جهاز الاستخبارات التركي العامة في اسطنبول عملية أمنية استهدفت 5 أشخاص ( التفاصيل)

متابعة الموعد الجديد العالمية 🔸نفذ جهاز الاستخبارات التركي (MİT) بالتنسيق العامة في إسطنبو…