‫الرئيسية‬ Around the world تصريح البليهي وأخلاق المهنة
Around the world - ‫‫‫‏‫3 أسابيع مضت‬

تصريح البليهي وأخلاق المهنة

تصريح البليهي وأخلاقيّات المهنة

 العراق / كتب  سمير السعد

أثار مراسل قناة الكأس القطريّة، أشرف بن عيادة، جدلاً واسعًا عقب خسارة المنتخب العراقي أمام نظيره السعودي بنتيجة 3-1 في بطولة كأس الخليج 26 المقامة في الكويت.

القضية تعود بدايتها إلى تصريح الكابتن يونس محمود خلال حديثه لمراسل إحدى القنوات السعوديّة والتي تسبّبت في لغط كبير وسوء تفسير من قبل بعض الأطراف حيث تحدّث يونس عن احتماليّة وصول المنتخب السعودي إلى المباراة النهائيّة ورافق حديثه ضحكة اعتبرها البعض استهزاءً بالمنتخب السعودي!

هذا التفسير أثار حفيظة الإعلام السعودي وبعض الجماهير، ما دفع الكابتن يونس محمود لتوضيح الأمر في برنامج “المجلس” من قناة الكاس، والذي يقدّمه الإعلامي خالد جاسم ، والتأكيد على أن تصريحاته لم تحمل أيّة إساءة مباشرة أو غير مباشرة للمنتخب السعودي أو لجماهيره.

في تلك الأثناء، كان بن عيادة ضمن ضيوف البرنامج، وأكّد حينها أن تصريحات يونس محمود لا تحمل أيّة نيّة للإساءة، مشدّدًا على حُسن نيّات اللاعب السابق المعروف باحترامه للمنتخبات العربيّة.

لكن المُفاجأة جاءت بعد خسارة المنتخب الوطني أمام نظيره السعودي، إذ أجرى أشرف بن عيادة لقاء مع اللاعب السعودي علي البليهي، بدا واضحًا أن المُراسل حاول إثارة قضيّة تصريحات يونس محمود من جديد في محاولة لإعادة إشعال الجدل خصوصًا أن بن عيادة كان قد دافع عن يونس محمود في وقت سابق وأكّد عدم وجود نيّة للإساءة!

تصرّف بن عيادة اعتبره الجمهور العراقي محاولة لاستفزاز مشاعرهم، خصوصًا في وقت حسّاس عقب الخسارة، كما أن استهدافه للاعب علي البليهي، المعروف بتصرّفاته المثيرة للجدل، كان بمثابة صبّ الزيت على النار! ما أثار استياء واسع النطاق بين جماهير المنتخب الوطني.

ما حدث في هذه الواقعة يُعيد إلى الأذهان أهميّة الدور الذي يلعبه الإعلام الرياضي في تهدئة الأجواء بدلاً من تأجيجها! المطلوب من الإعلاميين أن يتحلّوا بالمسؤوليّة والحياد، خاصّة في البطولات التي تجمع شعوبًا وأطيافًا مختلفة، فالرياضة يجب أن تكون وسيلة لتعزيز الوحدة والتقارب لا لإثارة الانقسامات!

تبقى الحادثة درسًا مهمًّا لكُلّ الأطراف حول أهميّة ضبط التصريحات والمواقف الإعلاميّة، والابتعاد عن كُل ما قد يثير الحساسيّات بين الشعوب والمنتخبات، خاصّة في بطولات تحمل رمزيّة التآخي بين الدول العربيّة.

على الإعلاميين أن يدركوا أن كلماتهم وتصرّفاتهم لا تُنقل فقط عبر شاشاتهم، بل تحمل أثرًا عميقاً في نفوس الجماهير، سواء بالسلب أو الإيجاب! وتصرّف مثل الذي بدر من المُراسل يُظهر الحاجة الماسّة إلى قراءة مبادىء أخلاقيّات المهنة من جديد، وضبط النفس عند تناول القضايا الجدليّة، خصوصًا في البطولات التي تعكس روح التضامن والتلاحم العربي.

إن مسؤوليّة الإعلام الرياضي لا تقتصر على التغطية فقط، بل تمتدّ لتشمل بناء جسور التفاهم وتعزيز القيم الرياضيّة النبيلة، بدلاً من إذكاء نيران الخلافات!

في النهاية، يبقى الأمل قائمًا بأن تكون الرياضة وسيلة لتوحيد الشعوب، وأن يتحلّى الجميع بالوعي اللازم لتجنّب أي تصرّف قد يُساء تفسيره أو يُستخدم لإثارة الخلافات في غير محلّها.

‫شاهد أيضًا‬

دور اليمن في اتفاق غزة :العمليات العسكرية والمظاهرات المليونية كوسائل ضغط

*دور اليمن في اتفاق غزة: العمليات العسكرية والمظاهرات المليونية كوسائل ضغط* اليمن / *بقلم/…