‫الرئيسية‬ أخبار الساعة الشرق الأوسط الجديد /ناتنياهو وترامب يخلقان الفوضي ويدعمان ثورات الربيع العربي
أخبار الساعة - 6 ديسمبر، 2024

الشرق الأوسط الجديد /ناتنياهو وترامب يخلقان الفوضي ويدعمان ثورات الربيع العربي

*الشرق الأوسط الجديد: نتنياهو وترامب يخلقان الفوضى ويدعمان ثورات الربيع العربي*

اليمن *كتب/عبدالله صالح الحاج

منذ بداية القرن الحادي والعشرين، شهدت منطقة الشرق الأوسط تحولات جذرية أثرت بعمق على بنيتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية. في هذا السياق، لعبت الولايات المتحدة وإسرائيل دوراً محورياً في توجيه هذه التحولات، بهدف خلق شرق أوسط جديد يخدم مصالحهما الاستراتيجية.

*جذور الفوضى الخلاقة*:

الفوضى الخلاقة ليست بمفهوم جديد؛ إنها استراتيجية قديمة تُستخدم لتفكيك القوى الإقليمية وإعادة تشكيلها بما يتماشى مع أجندات القوى الكبرى. يمكننا أن ننظر إلى ثورات الربيع العربي التي اندلعت في العقد الثاني من القرن كمثال حي على ذلك. هذه الثورات، وإن كانت تحمل مطالب مشروعة للحرية والعدالة، إلا أن التدخلات الخارجية لعبت دوراً كبيراً في توجيه مسارها واستغلالها لتحقيق أهداف خاصة.

*استراتيجية التطبيع وتعزيز النفوذ*:

لم يكن التطبيع بين إسرائيل والدول العربية خطوة عابرة؛ بل هو جزء من مخطط أوسع لخلق تحالفات جديدة في المنطقة. اتفاقيات أبراهام، التي رعتها إدارة ترامب، لم تكن مجرد اتفاقيات سلام، بل كانت أداة لتعزيز نفوذ إسرائيل وجعلها شريكاً رئيسياً في الخريطة السياسية الجديدة للشرق الأوسط. على سبيل المثال، يُقدَّر أن اتفاقيات التطبيع قد توفر لإسرائيل فرصًا اقتصادية تزيد عن 70 مليار دولار على مدار العقد القادم.

*السيطرة على الموارد وتحجيم الخصوم*:

تظل السيطرة على الموارد الطبيعية في المنطقة، مثل النفط والغاز، جزءاً أساسياً من الأجندة الأمريكية. التدخلات العسكرية والسياسية في العراق وليبيا وسوريا تأتي في هذا السياق لضمان استمرار تدفق هذه الموارد بشروط تفضيلية للمصالح الأمريكية. على سبيل المثال، تمثل منطقة الشرق الأوسط 27% من احتياطيات النفط العالمية، مما يجعلها محور اهتمام الدول الكبرى. في الوقت ذاته، تأتي جهود تحجيم النفوذ الإيراني كجزء من الاستراتيجية الكبرى، من خلال دعم الحركات المعارضة وفرض العقوبات الاقتصادية، مثل العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران في نوفمبر 2018 والتي أدت إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6%.

*توسيع الرقعة الجغرافية وتحقيق إسرائيل الكبرى*:

تتجلى الطموحات الإسرائيلية في توسيع رقعتها الجغرافية لتحقيق رؤية “إسرائيل الكبرى” من النيل إلى الفرات. السياسات الإسرائيلية العدوانية تجاه قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان وسوريا يمكن فهمها في إطار هذه الرؤية. إعادة احتلال هذه المناطق وفرض السيطرة عليها تخدم الهدف الأكبر لإسرائيل، وهو إنشاء دولة تمتد عبر مساحات واسعة من الأراضي العربية. في عام 2020، بلغت نسبة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية 60% من إجمالي الأراضي المصنفة (ج)، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.

*النتيجة الحتمية: شرق أوسط مجزأ*

لا شك أن إعادة تشكيل الشرق الأوسط ليست بالمهمة السهلة. إنها تتضمن تداخلات معقدة بين العوامل المحلية والدولية. من الواضح أن إسرائيل وأمريكا تعملان على تحقيق أهدافهما من خلال زعزعة الاستقرار، وتعزيز التطبيع، والسيطرة على الموارد، وإضعاف الخصوم. والنتيجة هي منطقة تتسم بتفتت الدول وصراعات داخلية مستدامة، ونفوذ إسرائيلي متزايد.

*الخطر الإسرائيلي الأمريكي يصل إلى كل دولة عربية*:

مع هذه التحولات، أصبح الخطر الإسرائيلي الأمريكي يهدد كل دولة عربية من الخليج إلى المحيط. لن تكون هناك أي دولة عربية بمنأى عن هذا الخطر، حيث تسعى هذه القوى إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية على حساب استقرار وأمن الدول العربية.

في نهاية المطاف، يبقى التساؤل حول مستقبل هذه المنطقة وكيفية تحقيق التوازن بين مصالح القوى الكبرى وحقوق الشعوب المحلية. هل يمكن الوصول إلى صيغة تضمن السلام والعدالة للجميع؟ أم أن الفوضى ستظل السمة الغالبة على هذا الجزء المضطرب من العالم؟

**حقوق النشر محفوظة لكاتب المقال، عبدالله صالح الحاج.**

‫شاهد أيضًا‬

دور اليمن في اتفاق غزة :العمليات العسكرية والمظاهرات المليونية كوسائل ضغط

*دور اليمن في اتفاق غزة: العمليات العسكرية والمظاهرات المليونية كوسائل ضغط* اليمن / *بقلم/…