من القاهرة : منتدى اسوان للسلام يتصدى على مدى يومين للتحديات التي تواجه افريقيا

منتدى اسوان للسلام

منتدى اسوان للسلام

صحيفة الموعد التونسية

القاهرة / احمد حمزة الدرع

استضافت العاصمة المصرية القاهرة على مدى يومين النسخة الرابعة من مُنتدى أسوان للسلام والتنمية المُستدامين تحت عنوان «إفريقيا فى عالم متغير.. إعادة تصور الحوكمة العالمية من أجل السلام والتنمية» الذي ينظمه مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام.

وشارك فى جلسات المنتدى موسى فقيه، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقيي ، و وزير الخارجية المصري اضافة الى أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية ولفيف من الوزراء الأفارقة ووفود رفيعة المستوى من مسئولي الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، فضلاً عن ممثلى أهم المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بقضايا السلم والأمن، بالإضافة إلى عدد من كبار الشخصيات المصرية والإقليمية والدولية وشركاء التنمية.

قال أنطونيو جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى  إن منتدى أسوان الرابع للسلام والتنمية المستدامين، يأتي في وقت صعب بالنسبة لأفريقيا والأسرة العالمية، لافتا إلي إن السلام والتنمية المستدامين يواجهان عقبات هائلة تؤثر على أفريقيا بطرق هائلة من الفقر والجوع وعدم المساواة وتغير المناخ وأعباء الديون الساحقة.

وأضاف جوتيريش خلال كلمته المصورة في منتدي أسوان للسلام والتنمية المستدامين الذي يعقد اليوم: “هذا بالإضافة إلى الصراعات والإرهاب والتغييرات غير الدستورية للحكومات”، داعيا لتسريع الجهود لإنقاذ أهداف التنمية المستدامة، مؤكدا أن التمويل الميسور وطويل الأجل هو وقود التنمية لكن العديد من البلدان الأفريقية أصبحت فارغة من الموارد، ويحتاجون إلى تخفيف أعباء الديون بشكل هائل، وخفض تكاليف الاقتراض، وتوسيع فرص الحصول على التمويل الميسر.

وقال جوتيريش: “يجب علينا أن ندعم إمكانات أفريقيا باعتبارها سلة الغذاء للعالم وطموحها في أن تصبح قوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة ــ مع ضمان استفادة الأفارقة من المعادن الحيوية في المقام الأول”.

واستعرض وزير الخارجية المصري عدداً من الأزمات التى تشهدها دول القارة الأفريقية ، وأهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لدعم تعزيز الأمن والاستقرار فى القارة ، مؤكداً أن مصر ترى أهمية تطبيق مبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية، بعيداً عن التدخلات الخارجية التى تسهم فى تعقيد الأوضاع فى بعض الدول الأفريقية.

واكد الوزير على جهود مصر ومساعيها المستمرة من أجل وقف الحرب فى السودان ٫ مؤكداً على أن أى حل سياسى حقيقى فى السودان لابد وأن يستند إلى رؤية سودانية خالصة تنبع من السودانيين أنفسهم دون إملاءات أو ضغوط من أى أطراف خارجية ، وبالتشاور مع أطروحات المؤسسات الدولية والإقليمية الفاعلة وشدد على أهمية معالجة الأزمة من جذورها عبر التوصل إلى حل سياسى شامل حفاظًا على مصالح الشعب السودانى ومقدراته، وعلى أمن واستقرار المنطقة ككل.

واستعرض المنتدى على مدى يومين كاملين نقاطا اهمها تبني الحلول المتكاملة في إطار دعم العلاقة بين السلم والأمن والتنمية، ومنع نشوب النزاعات من خلال معالجة أسبابها الجذرية، ودور الدول في بناء مؤسسات قادرة على الصمود من أجل تحقيق السلام المستدام، ومحورية دور المرأة والشباب في جهود السلم والأمن، والمنظور الأفريقي إزاء أجندة المناخ والسلم والأمن.

بدوره اكد مدير مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام ومدير منتدى أسوان السفير أحمد نهاد عبد اللطيف ان هذا المنتدى يأتي في إطار حرص مصر على دعم التعاون الأفريقي ومجابهة التحديات التي تواجه قارتنا الأفريقية  ، كما أوضح أن منتدى أسوان تم إطلاقه خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي عام 2019 ، وقد ترسخ على مدى الأعوام الماضية كمحفل رائد يتناول التحديات المعقدة التي تواجه قارتنا الإفريقية ويساهم في بلورة الرؤى المشتركة في مجابهة التحديات لاسيما من خلال جهود منع النزاعات وإحلال السلام .

من جهته أكد بارفييه أوننجا-أنياجا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى الاتحاد الإفريقى ورئيس مكتب الأمم المتحدة بالاتحاد الإفريقى أن صناعة السلام يجب أن تكون ضمن السياسات التى تطبق فى الدول الإفريقية.

وألقى المسئول الأممى الضوء على فكرة هشاشة الدولة، موضحا أن مصطلح «حفظ السلام» لا يمكن أن يكون شعارا، ويجب أن تعمل السلطات الوطنية من أجل تحقيق استدامة السلام الذى يعد ركيزة لمنع الصراعات، ودعا الى ضرورة التركيز على بناء السلام، وأضاف: نحن فى حاجة الى دول قوية فى القارة من خلال تحقيق الاستقرار الداخلى، وشدد على الحاجة إلى نهج شامل يسمح للدول بأن تعمل من أجل السلام والأمن والاستقرار.

من ناحية أخرى، قال ريكاردو موسكا نائب رئيس وفد الاتحاد الأوروبى لدى الاتحاد الإفريقى إن الاتحاد الأوروبى يفخر بشراكته مع الاتحاد الإفريقى باعتبارهما اتحادين قويين يعملان على إحلال الرخاء والأمن والاستقرار.

وأكد أهمية الشراكة بين الجانبين من أجل إحلال السلام فى القارة الإفريقية، وأيضا الشراكة الثلاثية بين الاتحادين والأمم المتحدة، وشدد على أن الاتحاد الأوروبى قام بدعم الإصلاحات فى المجال الأمنى وفى مرحلة ما بعد الصراعات، وأوضح أن الاتحاد الأوروبى سيواصل دعم عمليات حفظ السلام فى القارة الإفريقية، وهناك ضرورة لإرسال البعثات الى إفريقيا لكى تقوم بدورها.

واختتم المنتدى فعالياته مساء امس حيث شهدت النسخة الرابعة مشاركة متميزة، حيث وصل عدد الحاضرين في الجلسة الافتتاحية حوالي 600 من كبار المسئولين والوزراء والخبراء وممثلي المنظمات الدولية والاقليمية والافريقية حيث شهدت هذه النسخة للمرة الاولى مشاركة جامعة الدول العربية في إطار الاهتمام بالتعاون بين الجامعة والاتحاد الإفريقي.