مصر تتصدى لصراعات القرن الافريقي وتداعياته على الامن الاقليمي من خلال مؤتمر خاص
صحيفة الموعد الجديد التونسية
القاهرة / احمد حمزة الدرع
عقد المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية يوم امس الخميس مؤتمرا حول صراعات القرن الافريقي وتداعياتها على الامن الاقليمي والمصري ، بمشاركة نخبة واسعة من خبراء الشئون الأفريقية والعلاقات الدولية، ومراكز الفكر المصرية والأجنبية، بالإضافة إلى حضور رفيع المستوى من الوزرات وكبار المسئولين بالدولة المصرية وممثلين عن السفارات الأجنبية، والمنظمات الدولية والأكاديميين والباحثين، إلى جانب ممثلين عن منظمات المجتمع المدني.
ويهدف المؤتمر إلى تقديم قراءة شاملة حول طبيعة وأبعاد وتداعيات الصراعات الراهنة في إقليم القرن الأفريقي، وذلك بغرض بلورة تصور لسبل المواجهة الجماعية لهذا الوضع الإقليمي المعقد.
وتحدث المشاركون في المؤتمر عن الجهود المصرية المستمرة في حل مشاكل القارة الأفريقية وانهاء الصراعات في منطقة القرن الأفريقي.
وقال الدكتور خالد الجندي رئيس المركز المصري للفكروالدراسات الاستراتيجية خلال افتتاح المؤتمر إن منطقة القرن الأفريقي من أفقر المناطق في العالم، رغم امتلاكه ثروات هائلة.
وأضاف خلال كلمته، في مؤتمر الصراع الأفريقي وتداعياتها على الأمن الإقليمي والمصري، أن معالجة الصراعات في القرن الأفريقي لا تقع على دولة واحدة، بل هي مسؤولية المجتمع الدولي بأكمله ، كما أن مستقبل القرن الأفريقي يعتمد على العمل المشترك بين الجميع، والتصدي لتلك الصراعات.
وأضاف، أن الصراع في السودان فرض العديد من التداعيات الأمنية أسهمت في زعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي، كما فرضّ تحديات أمنية على دول الجوار المباشر، وفي مقدمتهم مصر التي تستضيف أعدادًا متزايدة من اللاجئين الفارين من ويلات الحرب.
وأكد أن أهمية إقليم القرن الافريقي تنبع من موقعه الرابط بين القارات الثلاث أفريقيا وآسيا وأوروبا، وإطلالته على أهم ممرات الملاحة الدولية، ممّا يجعله ممرًا حيويًا للتجارة الدولية، ونقطة التقاء للعديد من مصالح القوى الإقليمية والدولية
بدوره أكد اللواء محمد إبراهيم الدويرى، نائب المدير العام للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن التحركات المصرية فى القارة الأفريقية ليست ثانوية، ولكنها أساسية ومهمة نظرًا لتأثيرها المباشر على الأمن المصري .
وقال خلال كلمته في مؤتمر “صراعات القرن الأفريقى وتداعياتها على الأمن الإقليمى والمصرى”، إن منطقة القرن الأفريقى دائرة أمن قومي مصري أساسية ومباشرة.
وأوضح أنه على الرغم من انشغال مصر بالكثير من التوترات الإقليمية التي تتسم بتفاعلات كبيرة وعنيفة، إلا أن التحركات المصرية المرتبطة بالقرن الأفريقي مهمة للغاية وذات أولوية.
وأضاف نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أنه من المهم الإشارة إلى أنه لا يمكن الحديث عن أسباب الصراع في القرن الأفريقي دون وضع مجموعة من الآليات لمواجهتها.
وتابع: لا توجد أزمة في العالم بشكل عام وفي المنطقة الأفريقية بشكل خاص يحدث فيها تدخل أجنبي إلا وأسهم هذا التدخل في زيادة وتفاقم التوترات.

ومن جهته الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات اكد في كلمته خلال فعاليات الجلسة الثالثة لمؤتمر المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية على ان أفريقيا تشغل اهتمامًا ثابتًا لدى الإعلام ومنظمات الإغاثة ومراكز الأبحاث وصناع القرار على المستوى الدولي وان القرن الأفريقي يحظى باهتمام نتيجة الأحدث، ولكن على النقيض لا يوجد اهتمام إعلامي بمنطقة وسط أفريقيا إلا عند وجود كارثة حيث ان القرن الأفريقي لم يجد طريقه للاهتمام الإعلامي إلا عند انهيار حكم الرئيس بري في الصومال وانفجار قضية الإرهاب في القرن الأفريقي.
واشار رئيس الهيئة العامة للاستعلامات على ان الأرقام غير مؤكدة بالنسبة للقرن الأفريقي ولكن هناك عشرات الملايين من المعرضين للمجاعة في القرن الأفريقي والقارة الأفريقية وان المنظمات الإغاثية توجه اهتمامها للمجاعة في القرن الأفريقي أكثر من باقي القارة الأفريقية ، كما اشار الى ان التغطية الإعلامية للقرن الأفريقي متأثرة بشكل واضح بمصالح الدول الكبرى في القرن الأفريقي وتظهر الانحيازات بكثافة في هذا الإطار.-واكد رشوان على اننا نحن نتحدث بالنسبة للإعلام المصري عن الروابط مع القارة الأفريقية والمصالح المؤكدة مع دول هذه القارة وبالتالي فإن الاهتمام المصري والعربي مطلوب والتغطية الحالية لا تتناسب مع هذه المصالح ، وانه لابد من وجود كوادر مؤهلة ومدربة في الإعلام المصري للتعامل مع القارة الأفريقية.
وفي نهاية المؤتمر الئي استمر على مدى عدة ساعات صدر البيان الختامي الذي اكد على أهمية احترام سيادة الدول الوطنية ووحدة وسلامة أراضيها ، و الدعوة إلى إنشاء منتدى دائم للحوار والتنسيق بين دول إقليم القرن الأفريقي ، و اطلاق مبادرات نوعية للحوار الشامل بين دول الإقليم وكافة الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بمواجهة التحديات الأمنية المشتركة ، وبناء موقف إقليمي يعكس التوافق بشأن ضرورة الوصول إلى حلول توافقية بشأن النزاعات الإقليمية على الحدود والموارد.
كما اكد البيان الختامي على العمل عن كثب مع الحكومات المحلية والمنظمات غير الحكومية لجمع معلومات دقيقة حول الظواهر السلبية التي تؤجج الصراعات في دول الإقليم و معالجة الفوارق الاقتصادية الكبيرة والاختلالات التنموية الحادة من خلال تعزيز المشاريع الاقتصادية الإقليمية التي تخلق فرص العمل وتحد من الفقر، وتحجم من تفاقم ظاهرة اللجوء والنزوح حيث اكد المؤتمر على معالجة أزمة اللجوء والنزوح الداخلي في إقليم القرن الأفريقي بالتركيز على إيجاد حلول أفريقية – أفريقية بشكل أساسي، بالتعاون مع المجتمع الدولي، وذلك انطلاقًا من حقيقة أن الغالبية العظمى من اللاجئين الأفارقة موجودون في دولٍ أفريقية.
خبراء يحذرون من تهجير سكان غزة.. ومصر تؤكد رفضها القاطع للمخطط
صحيفة الموعد التونسية القاهرة / أحمد حمزة الدرع نظّم المركز المصري للفكر والدراسات الاسترا…