‫الرئيسية‬ Uncategorized مصر/ لماذا الخبز ضرورة حيوية للمصريين!؟ البنك الدولي يجيب !!
Uncategorized - 3 يونيو، 2024

مصر/ لماذا الخبز ضرورة حيوية للمصريين!؟ البنك الدولي يجيب !!

مصر/ كتب المراسل الصحفي عامل القاضي

** لماذا الخبز ضرورة حيوية للمصريين؟

 البنك الدولي يُجيب .. **

– بسبب معدلات الفقر العالية في مصر يكتسب دعم الغذاء أهمية محورية في حياة المصريين، ولا يتحمل قرارات مثل رفع سعر الرغيف المدعوم 300% من 5 قروش إلى 20 قرشاً، زي اللي حصل إمبارح.

– الأهمية دي هي اللي خلت البنك الدولي يصدر دراسة عن دعم الغذاء في مصر في 2010، واللي توصلت إلى أنه دعم الغذاء أنقذ 9% من المصريين من الوقوع تحت خط الفقر خلال الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008.

– الدراسة اللي مر عليها 14 سنة لا زالت تحتفظ براهنية لافتة، كأنها بتتكلم عن واقع الحال في مصر حالياً مع ازدياده تدهوراً، وبتكتسب أهمية متزايدة مع ارتفاع معدلات الفقر عن 2010 اللي كانت نسبة الفقر وقتها لا تتعدى الـ 20%، أما حالياً فقد وصلت لـ 30% وفقاً لأحدث الإحصاءات الحكومية في 2019، وأكتر من 60% وفق تقدير البنك الدولي في مايو 2023.

– الدراسة دي بتقول شيء مهم جداً عن فلسفة الدعم بشكل عام، وهو إنه جميع أشكال الدعم في الاقتصاد المصري، كانت الدولة بتعتبره جزء من آليات التعويض عن الرواتب والأجور المنخفضة، ومن ناحية السكان كانوا بيعتبروا الفائدة الأكثر واقعية اللي بيحصلوا عليها من الإنفاق الحكومي.

– الدراسة بتشوف دعم الغذاء أمر مهم لضمان الاستقرار السياسي في بلد فيها معدلات فقر مرتفعة زي مصر، لأنه السكان بيشوفوه كـ حق ليهم، لأن الدولة التي تترك أولادها جوعى لا تستحق الوجود، ودا أكسبه حساسية سياسية كبيرة.

**

قصة الدعم الطويلة

– بدأت مسيرة دعم الغذاء في مصر مع تقديم كوبونات الدعم الغذائي خلال الحرب العالمية الثانية، ولم يتم التراجع عنها مطلقاً من وقتها، خصوصاً أنه فقراء المصريين كانوا بيعتمدوا على الغذاء المقدم ليهم من الدولة بشكل أساسي.

– والمرة الوحيدة اللي حاولت فيها السلطة التراجع عن دعم الغذاء، ضمن سياق “تحرير الاقتصاد”، كانت في عام 1977 وأثارت أعمال شغب عنيفة، فاضطرت الدولة للتراجع عن قرارها.

– وفي عام 1981 استؤنف مسار “التحرير الاقتصادي” بهدوء، وبدون قدر كبير من الدعاية، لكن بموازاة التحرير كان برنامج دعم الغذاء مصدراً هاماً للأمن الغذائي لشريحة كبيرة من السكان.

– ومن 1981 وحتى وقتنا هذا، دعم الخبز البلدي كان بيهيمن على دعم المواد الغذائية، ولا يزال الخبز البلدي من أهم السلع الغذائية المدعومة في مصر، وفي 2009 كان يمثل ما يقرب من 70% من تكلفة دعم المواد الغذائية المصرية، ويأتي زيت الطهي والسكر المدعوم في المرتبة التانية والتالتة في الأهمية.

**

– مع مجيء الأزمة العالمية في عام 2008، حاول نظام مبارك امتصاص آثارها على السكان عن طريق زيادة كبيرة في عدد حاملي البطاقات التموينية بإضافة جميع المولودين بين عامي 1988 و2005 إلى نظام البطاقات التموينية.

– توسعة نطاق الدعم كان ليها تأثير كبير على تحجيم الفقر وآثاره، ومع تنويع المواد التموينية وإضافة سلع جديدة (منها البروتين النباتي) كان لدا الفضل في تحجيم سوء التغذية بين الفقراء.

**

صورة للدعم في 2009

– دعم المواد الغذائية في مصر بيتكون من برنامجين: الخبز البلدي في الوقت دا قبل ما يتم اقتصار الحصول عليه على حاملي البطاقة التموينية، والبطاقات التموينية اللي بتوفر حصص شهرية ثابتة من زيت الطعام والسكر والأرز والشاي.

– التكلفة المالية لدعم المواد الغذائية في عام 2008/2009 بلغت 21.1 مليار جنيه، (3.8 مليار دولار أمريكي) ودا رقم أكبر من اللي بتخصصه الدولة حاليا لدعم المواد التموينية في 2024/2025 وهو 134 مليار جنيه (2.8 مليار دولار).

– يعني الدعم قلّ بقيمة مليار دولار خلال 14 سنة، وده مع زيادة عدد السكان اللي الدولة بتشتكي منها كل يومين، عدد المصريين زاد 35 مليون نسمة (من 80 و500 ألف مواطن إلى 114 مليون).

– وفي الوقت دا كانت تكلفة دعم المواد الغذائية مرتفعة بسبب زيادة أسعار السلع العالمية بعد أزمة 2008 الاقتصادية، وزيادة عدد وكميات المواد الغذائية المدعومة، وتوسيع نطاق تغطية البطاقات التموينية لتشمل عدد أكبر من المواطنين.

**

– ضمن فلسفة الدعم في الوقت دا، إنه مش شرط دعم الغذاء يروح للفقراء بس، لا كمان ممكن يستفيد منه غير المحتاجين، فهو بالنسبة للفقير حق على الدولة ألا تتركه جائعاً، وبالنسبة لغير المحتاج “هِبة” من الدولة (أو رشوة سياسية لشراء صمت المواطنين).

– لذلك كان بيروح جزء كبير من الدعم دا إلى الفئات غير المحتاجة، ودا عمل مشكلات كبيرة وقتها فيما يخص التسرب، وعدم استفادة جزء مُعتبر من المحتاجين من مزايا الدعم.

– من حسن حظنا إنه الحكومة المصرية على مدى السنوات اللي فاتت عالجت مشكلة التسرب دي عن طريق تعميم البطاقات الذكية، اللي خلت دعم الغذاء يستهدف الفئات الأكثر فقراً بشكل حصري، وبالتالي بقى دعم الغذاء بيمثل الحاجز الأخير لمنع سقوط تلك الفئات في فخ الجوع.

**

من المستفيد؟ وكيف؟

– في 2009 كان 68% من المصريين بيحملوا بطاقات تموينية (ارتفاعا من 58.5% في 2004) وكانت الزيادة في عدد الأسر المستفيدة هي الأعلى في ريف وصعيد مصر وبين الشرائح الأفقر.

– وزاد عدد المستفيدين من دعم الغذاء بشكل ملحوظ، وقدرت 81% من الأسر المصرية أنها تشتري الخبز البلدي المدعوم (مقارنة بـ 76% في 2005)، و87% من الأسر اشترت دقيق القمح البلدي المدعوم.

– وفي المتوسط، المصريون بينفقوا على الخبز البلدي خمسة أضعاف ما ينفقونه على أنواع الخبز الأخرى، والدراسة بتقول إنه نصيب الفرد من الخبز البلدي ارتفع بين عامي 2005 و2009 بمقدار النصف تقريبًا (بالقيمة الحقيقية) ليصل إلى 147 جنيهاً مصرياً سنوياً وبإضافة دقيق القمح يرتفع نصيب الفرد من فوائد المستهلك إلى 171 جنيهاً سنوياً للفرد (32.3 دولار بسعر الصرف وقتها).

– يعني لو أسرة مكونة من 5 أفراد كانت بتستفيد بـ 161.6 دولار، يعني حوالي 7 آلاف و80 جنيه سنوياً، بسعر الدولار اليوم، ولو أضفنا إليهم دعم البطاقات التموينية 125 جنيه للفرد (23.6 دولار وقتها) يبقى 625 جنيهاً (118 دولار) = 5625 جنيهاً.

– يبقى إجمالي اللي كانت بتحصل عليه أسرة من 5 أفراد في 2009 من الخبز والدقيق بس كان بيوصل لـ 280 دولار = 13 ألف و243 جنيه حالياً، يعني الأسرة كانت بتحصل على دعم شهري بما يعادل ألف و100 جنيه حالياً.

– حاليا نفس الأسرة دي بتحصل علي 25 جنيه عيش يوميا بالإضافة ل 250 جنيه سلع تموينيه في الشهر يعني 1000 جنيه بالكثير ، مع الأخذ في الاعتبار أنه ال1000 جنيه دي دلوقتي تساوي 21 دولار فقط.

**

– وفي الوقت دا كان المستهلكون بيستفيدوا في المناطق الحضرية أكتر من غيرهم من دعم الخبز البلدي، في حين كان المستهلكون في المناطق الريفية بيستفيدوا من البطاقات التموينية، وفي الصعيد بيستفيدوا أكتر بدقيق القمح البلدي المدعوم (67.8 جنيه مصري) في المرتبة التانية.

– والأرقام دي هي اللي بتخلينا نفهم إزاي دعم الغذاء في الفترة دي، على محدوديته، كان بيحجِّم نسب الفقر، وبيمنع التأثيرات الكارثية للفقر اللي هي ببساطة انتشار الجوع، وزي ما بتقول الدراسة، لولا دعم الغذاء كان معدل الفقر في مصر هيرتفع من 20% إلى 30%، ويبدو إنه دا حصل جزئياً مع الرفع التدريجي للدعم خلال السنين العشرة اللي فاتوا.

– ومن الأمور اللافتة إنه الدراسة كانت شايفة إنه نسبة 20% من الفقر عالية جداً، وبتدعو أنه تكون فيه استراتيجية شاملة لتوجيه الدعم الغذائي الوافي للمحتاجين، وتقديم مزايا اجتماعية مساعدة زي توظيفهم وتعليم أبنائهم لإخراج الأسر من الفقر.

**

#الموقف_المصري

#دردش_مع_العيلة

‫شاهد أيضًا‬

بهدوء شديد سقوط دمشق

بهدوء شديد: سقوط دمشق– كتب محمد خفاجى عضو الأتحاد العام للمصريين بالخارج كويت اتمنى …