الرئيسية  أخبار الساعة  تونس/حوار مع الشاعرة الفلسطينيةايمان زياد/ اموت مرارا مع كل مشهد  اراه لا أقوى فيه على انتشال جثة شاعر من تحت الرماد
            تونس/حوار مع الشاعرة الفلسطينيةايمان زياد/ اموت مرارا مع كل مشهد اراه لا أقوى فيه على انتشال جثة شاعر من تحت الرماد
الشاعرة الفلسطينية إيمان زياد: ، أموت مرارا مع كل مشهد أراه لا أقوى فيه على انتشال جثة شاعر من تحت الردم
تونس- شادي زريبي

بوكس: الهروب إلى الأعلى والأسمى في جماليات النص الأدبي هذا ما يجب أن نسعى إليه
بوكس: أنا أجلس متفرجة ينسل العجز مني ومن لحمي وروحي
بوكس: هناك بعض العناوين الروائية التي أساءت للحقيقة وتاريخ الشعوب التي تحدثت عنها

تعيش في قلب الألم، تجلس تشاهد الأشلاء وصوت الانفجارات من حولها، تمسك بالأمل فتذرف الدموع من فرط الألم، شعرها يكشف بشاعة المحتل المتغطرس الراقص وسط مسارح الموت… تكتب كي تصل الحقيقة إلى العالم سلاحها صوتها وكلماتها الأقوى من رصاص الإسرائيلي الغاشم… هي شاعرة وكاتبة منصتة لأنات أبناء شعبها، هي الناقلة لبشاعة وجه الحرب المرعبة، هي قلم المسافر والهارب والنازح، هي مرآة الطفلة اليتيمة والشيخ العاجز، عي رصاص المقاومة الباسلة رغم بؤس الواقع وسواد الطرق… إيمان زياد شاعرة مبدعة في زمن التخاذل… صوت الحق في زمن الكذب والنفاق… صوت البطولة والقوة في زمن الخنوع والاستكانة… مجلة “الموعد الجديد” استضافت شاعرتنا الفلسطينية كي تتقاسم معها الأحزان للحديث عن كل ماهو شعري وأدبي والكثير من مواضيع بعيدة عن البحور الخليلية ولكنها من بحور الفظائع والجرائم… حوار فيه الكثير من صوت المقاومة بكل أصنافها… لقاء يرتدي لباس الرفض في كلمات معبرة.
1) فلنبدأ بالأحداث الراهنة كيف تعيش إيمان زياد ما يجري اليوم في غزة من حرب إبادة؟
– – يمكن القول بأننا في فلسطين لم نتوقف يوما عن محاولات مواصلة العيش تحت مختلف الظروف القمعية والاستبدادية التي يُجبرنا الاحتلال الصهيوني على تجربتها، لكنّ الأحداث الأخيرة بدءاً للعدوان على قطاع غزة في أكتوبر 2023 وممارسات الإبادة الجماعية ضد شعبنا في القطاع، مروراً بالاجتياحات اليومين لمناطق مختلفة في الضفة الغربية للفلسطينيين وارتقاء مئات الشهداء الذين تم استهدافهم بالصواريخ أو بالقنص بدم بارد، كل هذه السيناريوهات التي بها من الإبداع في أساليب القتل والإذلال التي لا تتسعها صحف العالم أجمع ولا هي قادرة أقلام الكتّاب على نقلها بحقيقتها البشعة بشكل كامل، كل هذا وأنا أجلس متفرجة ينسل العجز مني ومن لحمي وروحي، ويميتني مع كل مشهد أراه لا أقوى فيه على انتشال جثة شاعر من تحت الردم بعد أسابيع من قصفه، ولا أطفىء عطش امرأة قبيل إعلان استشهادها، إنني أشعر عجزي صهيوني كذلك، عار فوق عار، رغم قصر اليد.
2) كبف يناضل المثقف للدفاع عن قضيته؟
السؤال ماذا يملك المثقف ليدافع عن قضيته، يعتمد هذا بالدرجة الأولى على مكان ومساحة حرية هذا المثقف مبدئياً، لقد ناضل المثقف على مدار عشرات السنين بتوثيق كافة جوانب قضيته من خلال الكتابة والرسم، والغناء والكاريكاتير، والكتابة الصحافية، وغيرها حتى تعرّض للاغتيال والاعتقال والتهديد، واليوم لا يختلف دوره كثيراً ولكنّ تبعات ممارسة هذا الدور صارت مضاعفة جداً ليطاله الاعتقال وتعمد الإذلال مثلا لمجرد أن تكتب منشوراً على صفحتك الخاصة على منصات التواصل الاجتماعي ولو كان غير مباشر. إنهم يريدون تقطيع الهوية الجماعية وجعل المثقف أن يبدو كما لو أنه يغرّد خارج السرب. إضافة إلى ذلك؛ إن دور المثقف لا يتوقف أو ينتهي بانتهاء مثلا العدوان على القطاع، هو مستمر ودائم .
3) هل تعتقدين أن الأدب يمكن أن يكون المرآة العاكسة للواقع؟
– إن كان الأدب نزيهاً وصادقاً سيعكس روح الواقع من كل بد، لكنّ الأدب أيضاً؛ إذا ما أردنا تزييف الواقع، يمكنه الاعتماد على تزييف الحقائق ليُخرج نصا أدبيا مطلوباً و(بيّاعاً )كما تصفه دور النشر وفق حاجة السوق، على سبيل المثال لا الحصر، هناك بعض العناوين الروائية التي أساءت للحقيقة وتاريخ الشعوب التي تحدثت عنها، اجتماعيا وسياسيا وتزييف الحقائق لا يُقصد به مخيال الكاتب طبعا.
4) إيمان زيّاد تكتب الشعر هل ترين أنه مازالت له المكانة أم أنه انحسر لفائدة الرواية؟
– لطالما يتم توجيه هذا السؤال؛ الشعر فن أدبي والرواية فن آخر، كلاهما لديه أسلوبه الخاص الذي يعكس من خلال أدواته معاناة وأمل الشعوب في حيواتهم المختلفة بالتفاعل مع تاريخهم وحضارتهم وأولوياتهم، لا أعتقد أن أحدهم سيسيطر على آخر، لكن ما يمكن قوله أن الاستهانة برسالة وأدوات أحدهم سيؤدي به إلى التقلص وهذا ما يتم التهاون والاتجار به من قبل تُجّار الثقافة في العالم.
5) ماهي العراقيل التي تواجه الشاعر للانتشار عربيا وحتى عالميا؟
– لا أعلم إن كان الانتشار عربياً أو دولياً هدفاً لشاعر/ة، في اعتقادي أن الشاعر/ة الحقيقي/ة يرغب/ترغب باقتناص نصّ شعري لا مثيل له إحساساً وصدقاً وعمقاً في الوجدان، وهذا النصّ سيكون مركباً يحمل النصوص الشعرية التي تشبهه إلى العالم العربي أو الدولي، أما كاتب/ة النصّ هل مهم أن يذكره التاريخ، لست متأكدة من ذلك، فكم من نصوص سكنت أرواحنا ونحن لا نعلم من كاتبها/كاتبتها.
6) كيف تؤسس إيمان زيّاد عالمها الشعري وماهي أهم مضامينه؟
العالم الشعري هو من يؤسس إيمان زيّاد بالتفاعل مع تجربتي وقصتي في الحياة هذه التي أعبر منها، في زمن محدد، ثمّة إيمان زيّاد واحدة وُلدت والشعر مكوّن أساسي فيها، مررت بالشعر كما مررت بتجربة الكلام حس ما أظن، بدأت بتخزين الصور والأفكار وتألمتْ داخلي وفرحت أيضاً، فهمت معناها حتى نطقت بها، وكذلك تجربة الكلام التي يستمر الطفل في عالمه يخزّن في جرّة الذكرى ما يرى ويحس ويسمع حتى يصير جاهزاً لترديدها والإضافة عليها. أما مضامين النص الشعري الذي أكتبه، فهي انعكاسات تجربتي في الحياة مما أعيس وأرى وأسمع وأحس، من الحب والفرح والموت والخذلان والأمل والقلق، هو رغبتنا الجامعة في الأفضل والأنقى.
7) الكثيرون يعتقدون أن الشعر إنما هو تعبير خيالي ومجازي عن الواقع ممزوج بالشعور فهل هذا صحيح حسب رأيك؟
– أحيانا أراه كذلك وأحيانا أراه في منتهى الواقعية ممزوج بشعور مختلف، لذلك أحاول أن أعطي للإحساس تجاه واقع ما الوقت الكافي غير المحدد أحياناً ليخرج النص زلال الإحساس القريب من أنسنة الواقع وكأنه يحدث خيالا، أو خيالا يُحدث.
8) ماذا ينقص الشعر العربي لمنافسة الشعر العالمي والخروج من المحلية الضيقة؟
-لا أغنى من اللغة العربية وواقعنا وبيئتنا العربية غنية كذلك بكل ما أوتيت من خيرات حسية تجعل الشعر يخرج من الصخر، لكن السؤال هل فعلاً هنالك طاقات رسمية وغير رسمية وُضعت لحمل الشعر الربي موضع المنافشة أم تعاملوا أيضاً مع الشعر على مبدأ أننا دول العالم الثالث؟
9) كيف ترى شاعرتنا القصيدة العربية اليوم وماهي آفاقها ومستقبلها؟
ستظل القصيدة العربية بخير، وأعتقد أن ما يحدث اليوم على الصعيد السياسي سوف ينعكس على النص الشعري العربي والعالمي، تحمل المآسي والظلم مهمة التأثير تجاه تطوير النصوص الأدبية سوواء الشعر أو غيره، وكذلك ما مرّ بالعام العربي في السنوات الأخيرة من كوارث طبيعية وإنسانية واضطهاد. وقد يسأل/تسأل المتلقي/ة لماذا الحديث عن الويلات والمآسي فقط، هذا لأن الإحساس بالحزن عميق ويؤثر على رؤيتنا للعالم حولنا أكثر من إحساسنا بالفرح مع كل تجلياتهما.
10) إيمان زيّاد هل تعتبرين نفسك سفيرة الشعر الفلسطيني بكل همومه ووجدانه؟
– قصيدتي سفيرة أخذت على نفسها وعداً أن تحمل هويتها الخاصة وهوية مجتمعها أينما حلّت، أسوة بشعراء وشاعرات من بلدي، حملوا ويحملون نفس الرؤيا ليصيروا سفراء أيضا.
11) تعتقدين أن هروب الشعراء من القصيدة العمودية هو هروب إلى السهل الممتنع؟
رغم أننا الآن في فلسطين نركّز بالفرار من الموت إلى الحياة، سأجيب هذا السؤال. اظنّ أن تعلّم التفعيلات وبحور الشعر والكتابة ضمن قواعدها ليس بالأمر الصعب لتخرج قصيدة عمودية، ولكنّ الصعوبة في كتابة نصّ شعري سواء كان قصيدة عمودية أو قصيدة النثر، والصعوبة تكمن في كتابة نصّ شعري يحمل سمات النص الشعري الذي يسدد إحساسه إلى الروح مباشرة، أما اعتبار النص النثري نص سهل ممتنع، فإنه يبدو كذلك غير أنه أيضاً دون خلقه كنص يلامس الروح فهو مجرد دوشة بالمكان لا أكثر. الهروب للأعلى والأسمى في جماليات النص الأدبي بغض النظر عن شكله وتصنيفه هذا ما يجب أن نسعى إليه.
                العراق مكتب بغداد/ صحفي ميساني يعمل بصمت في بغداد
صحفي ميساني يعمل بصمت في بغداد بقلم الاعلامي علي محمد جابر الحلفي في زمنٍ تتسابق فيه الأضو…
 
            









 
								 
								 
								 
								 
								 
							 
							 
							 
							