امال زعيم تصنع عالما مخصوصا ينشد التغيير والعمل
تونس/متابعة شادي زريبي
آمال زعيم تصنع عالما مخصوصا ينشد التغيير والأمل
– لوحات تدرك عمق الجرح الإنساني وتبرز الوجه الآخر للواقع
تونس- تتأمل اللوحات المعلقة على الجدران فيسبح خيالك في عوالم الجمال وتستثيرك الألوان البادية فتخرج من صمتك كي تترك لخيالك حرية الذهاب صوب المعاني البادية والخفية في عوالم سرمدية شفافة تحلق بك دون أجنحة، فقط هو الجمال المعبّر عن ذات مفعمة بالإحساس والفن والشعور بهذا العالم من زوايا فلسفية وجودية تقتحم خلوة المتأمل فتثير فيه تفاصيل السؤال.
هناك في دار الثقافة ابن رشيق بتونس العاصمة يقام المعرض التشكيلي للفنانة التونسية آمال زعيم إلى غاية الـ20 من شهر ماي الجاري، التي استطاعت أن تصنع مزيجا من الألوان تجعل من النفس تسبح في فضاءات مليئة بالغموض ممزوجة بالرهبة من تفاصيل الواقع. هي لوحات تحاكي كل تموجات الواقع وسؤالات فلسفية تجعل من الناظر أسير أفكاره التي تصرخ من الوجع والألم… هو ألم جميل كصور تدخل مدارات الرعب المقربة إليك فتبغي المحاولة وتهوى المغامرة.
تبحث الفنانة التشكيلية في معرضها هذا عن إجابات لجملة من الأسئلة الوجودية حين تحاور تفاصيل اللوحات، كي تدرك عمق المأساة من خلال تعابير خفية لا تدركها إلا النفس التواقة إلى الجمال، فتدرك بقلبك ما تروم الفنانة قوله وتعلم أن العالم لن يكون نقيا إلا بالجمال وبالفن فتمضي إلى المدى كي تفتش عن حقيقة أخرى قد تجعل منك كائنا عاشقا للتفاصيل.
بعيدا عن السطحية والمعاني المتداولة في الفن التشكيلي تدرك وأنت تتأمل لوحات آمال زعيم هذا العمق في التناول والطرح، ولأنها تدرك أن لكل فن هدفا، فإن الفنانة زعيم شكلت من فنها رسالة تطرح من خلالها رؤاها وأفكارها، شارحة تلك الأبعاد التي تجعل من الناظر يحلق نحو فضاءات مليئة بالسحر.
لوحات منحتها الفنانة من روحها ومن خيالها الشيء الكثير، فهذه لوحة “سقوط حر” تخرجك من واقع الحياة إلى عوالم فسيحة لا حدود لها، وهذه “تداخل” حيث المشاعر تبقى رهينة الشكل واللون، وتلك “حركة”، حين تنبض الحياة وتخفق المشاعر كي تولد من جديد، وهذه “تشاحن” تجذب المتأمل كي يحاول أن يجد معنى وتفسيرا آخر لحياتنا المتعبة والضجرة، وأنت تتجول في المكان تجذبك لوحة “رماد” حتى كأنك ترمي بكل مسلماتك وتركن إلى الجمال الهادئ دون كثرة ألوان، فقط هي ألوان الأبيض والرمادي والأسود كي ترى العالم من زاوية أخرى، ربما هي الفجيعة أو اللاطمأنينة في هذا العالم المتحول والمليء بالانشقاقات والتطاحن، فلنقل الحروب التي مزقت العالم.
في هذا المعرض تشاهد الفرح واليأس والقلق والطمأنينة والرعب والأمان، وكل المشاعر التي لا تترك لك مجالا للتفكير سوى في قدرة الفنانة على صياغة العالم بعين أخرى وبزاوية مختلفة عن المألوف. لوحة أخرى بعنوان “فوران” تجعل منك مدركا لعمق المعاني وتبحث لنفسك عن مكان آخر يعطيك الإحساس بالتوازن، وهل هناك توازن في نفسية الفنان، هي الأسئلة القلقة والمشاعر الجياشة، كما تدرك منتهى الأمور حين تتأمل لوحة “تطلع” التي تمنحك حرية التفكير والعودة إلى الأصول مع لوحة “احترق”، هذا الاحتراق في العشق، الاحتراق مع الآخر أو مع الذات، أما في “ركود” فأنت تترك الحاضر لتعود إلى الماضي ولو بنفسية متعبة قد تجد لها معنى في لوحة “مقاومة” عندما تدرك أن الإنسان لابد أن يحقق مبتغاه وهدفه حين يرفع راية الرفض وينشد التغيير.
مجموعة من اللوحات حاولت من خلالها آمال زعيم أن تصنع عالما مخصوصا لا تدركه الأبصار، بل تشعر به الأنفس التواقة إلى الجمال وإلى المستقبل الأفضل لعل بالفن نستطيع التغيير ونصنع لأنفسنا جمالا آخر غير الذي نشعر به، هو جمال نابع من حب البقاء على هذه الأرض، هو عالم سرمدي لا حدود له ولا معاني واضحة له، فقط جمال ملموس وعالم مليء بالمتغيرات، وشاهد على أزمات العصر.
العراق مكتب بغداد/ الساعدي يحضر اجتماع اللجنة القانونية لمناقشة قانون اعادة العقارات المشمولة بقرارات مجلس قيادة الثورة المنحل
العراق / مكتب بغداد كتب الأعلامي الدكتور جمال الموسوي الساعدي يحضر اجتماع اللجنة القانونية…