‫الرئيسية‬ البصرة /العراق قصة قصيرة للقاص نبيل جميل من مجموعته القصصية (رسائل رطبة)

قصة قصيرة للقاص نبيل جميل من مجموعته القصصية (رسائل رطبة)

 

العراق/البصرة*متابعة المراسل الصحفي عيد اللطيف العطية

نهاية

 

وصلنا بعد منتصف الليل، ضمن كروب سياحي إلى مطار اسطنبول كنا ثلاث أصدقاء اتفقنا على الهجرة الى النمسا او ألمانيا اخبار فتح الحدود امام المهاجرين وقبولهم هي من شجعتنا بدأ تعارفنا عن طريق الفيس بوك ومن خلال النقاش الذي كان يحتدم بيننا إلى ساعات متأخرة من الليل، تبين ان نوايا نا متشابهة في مغادرة العراق، (حاتم من بغداد /قيصر من ديالى / وأنا) كنت المتزوج الوحيد وعندي وظيفة، حاتم كان يمتهن أعمالا حرة اما قيصر فيعمل في الزراعة المصادقة تخلق اشيا ء عجيبةاو لأقل وسائل التواصل الاجتماعي فعلى مدى أشهر من تعارفنا اكتشفنا بأن رابط القراءة هو من قارب بيننا، بعد حوالي سنة تعمقت الصداقة صرنا نتبادل ملفات الكتب ( BDF) نتشاور ونستشير ونأخذ بأراء بعض وفي مساء ما كنت في حالة ضجر شديدة طلبت منهما ان يبدبا رايهما في فكرة الهجرة التي ماتزال تدوي في ذهني، وياللمفا جأة فقد كان ردههما يتفق مع ماطرحته، انفتحت القريحة ورحنا نتناقش لأيام، فهما أيضا كانت لديهما رغبة كبيرة بمغادرة العراق، وكانت اكبر الأسباب لديهما هوالقتل على الهوية وعمليات ضياع المدن بيد الإرهاب قال حاتم انا وقيصر اعزبان يعني احرار ونمتلك قرار السفر اما انت فيجب ان تقنع زوجتك، ثم إن لديك طفلة وهذا يعني أنك لابد أن تترك مبلغا من المال لأعالتهم إلى حين ت ترتيب الأمور امورك في الخارج قال قيصر اقنع زوجتك بأنك حين تستقر ستسحبهم وراءك فهناك منظمات للم الشمل انا سمعت بأن المتزوج لديه فرصة اكثر من العازب في ألمانيا قلت انا ساحاول ان اجد طريقة قال حاتم انا متأكد بأنك ستجد لك مأوى افضل منا فأنت متزوج وكاتب وتمتلك هوية اتحاد الأدباء كل هذه الأمور من جانبك فالاجانب ليسو مثل العرب فهناك يهتمون بالاديب والرياضي قال قيصر هاي فرصة اخيرة ستمنح للعراقيبن علينا أن نستثمر ها بصراحة انا اخذت رأي اهلي وقد وافقوا وشجعوني أيضا لذلك ساسافر وحدي حتى لو لم تأتيا معي قال حاتم وانا ايضا لقد مللت القتل العشوائي على الهوية والمذهب والدين وكرهت جميع الاحزاب قلت انا اتركاني افكر يومان فقط بذلت جهدا في البحث عن كل موضوع يهتم بالهجرة وكيف يتم التعامل مع المهاجرين وغير ذلك من أمور جمعت عددا من الصور وأفلام (يوتيوب) عن طرق الوصول البرية والبحرية وطلبت من زوجتي ان تصعد إلى غرفة المكتبة ولمدة ساعة رحنا نتفرج ونقرأ في محاولة لاقناعها حبيبتي انا فرصتنا دعينا نعيش في بلد اكثر امنا وسلاما هناك سوف ننعم بالراحة نتعلم لغات وطفلتنا تحصل على شهادة معترف بها في كل دول العالم واحسن دليل هو ماحصل لكل الذين خرجوا بعد الانتفاضة امتلكو ا جنسيات وجوازات أولادهم أصبحوا يحملون شهادات عليا لاتقنعني ارجوك بالنسبة للذين تحدثت عنهم خرجوا بسبب ظلم وحروب صدام، نحن الآن عايشين مرتاحين وليس لنا أي دخل بالسياسة امي تقول (اللي ساد باب بيته محد يدك بابه) حياتي اتركينا من امك فزمانها راح هذا زماننا طيب ساسألك هل الحياة بالنسبة لك اكل ونوم فقط؟ لا طبعا انا قابل حيوانه ثم انتظر لحظة انت في الخارج ماذا ستعمل؟ قابل راح تغسل صحون لو تنظف الشوارع انتبه لعمرك انا اعرف بأنك خائفة نعم انا كان عندي نفس التفكير قبل سنوات قلت لك رأي لااوافق على سفرك، فكر بينا لاتصير اناني في التسعينات كانت احسن فرصة، الحدود مفتوحة بفضل أمريكا آلاف وملايين العراقيين خرجوا، فرصة من ذهب حقا المئات من اصدقائي انتهز وها وكانوا اقوياء وأصحاب قرار فعلا هم ربحوا وأنا فشلت فازوا بحياة حرة وسعيدة يعني نادم على زواجك مني؟ لاتستحي قلها بصراحة اذا كانت عندك نية سفر ليش تزوجت وكونت أسرة قررت أن اسافر ليس من أجلي فقط فكري جيدا يجب أن نترك العراق وهذا لايأتي بسهولة لذا عليك أن تتحملي قليلا اخذت تبكي وصوتها يرتفع حاولت تهدئتها، ربت على كتفها لكنها دفعت يدي، تركتها ونزلت ثم خرجت إلى الشارع اتمشى بأتجاه الشارع العام قلت لاروح نفسي قليلا قبل أن أعود للبيت في نفس الليلة كتبت رسالة :(صديقي العزيزين بعد غد سنلتقي في بغداد

؛

 

‫شاهد أيضًا‬

وفدا من العتبة الكاظمية المقدسة يزور جامعة ميسان ويقدم دعوة لحضور مهرجانها السنوي الدولي العاشر للشعر العربي

العراق  / مكتب بغداد كتب الأعلامي الدكتور جمال الموسوي *وفدا” من العتبة الكاظمية الم…