البقاء الأقوى
مضر-كتب دكتور عاصم موسى
البقاء للأقوى
يبدر فى ذهننا جميعا عند سماع هذه العبارة “البقاء للأقوى “التالى ”
“البقاء للأقوى” عن عالم الغاب الذي يسكنه غير البشر، مما لا عقل يلزمهم، ولا قانون يحكمهم، ولا قيم ترشدهم، فالكل يعتمد على قوته من أجل بقائه حياً مسيطراً، فالقوي يأكل الضعيف، والأقوى يمحق الآخر من أجل أن يظل موجوداً، هكذا نشأ ساكنوا الغابات تحت شعار “لا شيء يعلو فوق القوة”
يحكى ان شابيين نشأ فى ظروف صعبة من فقدان الأب والأم والحالة الغير ميسرة وفى نهاية المطاف أحدهما أصبح دكتور مشهور والأخر أتجهه ألى طريق الضياع والفشل والسؤال هو ما الفرق بينهم رغم أن الظروف واحدة الفرق أحدهما قوى لم يستسلم للظروف وتحداها والأخر ضعيف أستسلم للظروف .
فى رأى هذا هو مفهوم البقاء للأقوى وهو الأقوى بمعنى الذى يمسك نفسه عند الشدائد والذى لم يستسلم للظروف وتحداها أما فكرة الأقوى بمعنى يمحق الأخر ويأكل الضعيف هذا منطق الحيوانات فى الغاب ولا يجوز أن يكون منطق البشر فى كوكب الأرض .
قول الله عز وجل فى كتابه الكريم ” الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير”
فالله عز هو الذي خلقكم – من ماء مَهِين، ثم جعل من بعد ضعف طفولتكم قوة الرجولة، ثم جعل من بعد قوة الرجولة ضعف الشيخوخة والهرم، يخلق الله ما يشاء من ضعف وقوة، وهو العليم بكل شيء، لا يخفى عليه شيء، القدير الذي لا يعجزه شيء.
القوة والمنصب والجاه كلها وقتية والرحمة هى الشىء الذى يدوم .
أن المغزى الحقيقي لوجودنا في الحياة ليس التمكين في الأرض وقيادة العالم وأن كانت أحدهما، ولكن المغزى الحقيقي لوجودنا هو عبادة الله وأتباع الحق والرشد.
نتذكر جميعا فى هذه الأيام الصعبة أن الله عز وجل -من رحمته بنا- يطيل علينا زمن الابتلاء والأزمات؛ حتى نظل قريبين منه فننجو، ولكن عندما نُمكَّن في الأرض ننسى العبادة .
بعثة العتبة الحسينية الطيبة نستمر بدعم النازحين في لبنان وتؤمن خدمات غسيل الكلى ل 400 مريض
العراق / مكتب بغداد كتب الأعلامي الدكتور جمال الموسوي بعثة العتبة الحسينية الطبية تستمر بد…