وشم وتجاعيد خطوط على وجه الزمن ورسوم على صفحات التاريخ

وشم وتجاعيد” خطوط على وجه الزمن ورسوم على

صفحات التاريخ

تونس /شادي زريبي

تونس- بدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة وبدعم من دار الثقافة بوفيشة والجمعية التونسية للثقافة الأمازيغية دارت، مؤخرا، فعاليات اليوم المفتوح تحت عنوان “وشم وتجاعيد” بدار الثقافة بوفيشة، بإدارة الأستاذة لمياء خلفاوي كمون.
وانطلقت فعاليات اليوم المفتوح بورشة الجداريات أثثتها سوسن الظويهري، ثم تلتها ورشة التعريف باللغة والأبجدية الأمازيغية “التيفيناغ” من تقديم جلول غاق وكيلاني بوشهوة، في حين قدمت ريم المهذبي ورشة في الرسم على الوجه “الوشم الأمازيغي “.
وتخلل هذا اليوم المفتوخ، وفي إطار التعريف بالحضارة الأمازيغية معرض للباس التقليدي الأمازيغي من تقديم جميلة عيسى، كما تم تقنظيم معرض صور لوشم الحواء الأمازيغية “ألم من أجل الجمال”، وتم خلال هذا اليوم الاحتفالي عرض شريط وثائقي لبعض القرى الأمازيغية “تكرونة” و”جرادو” و”الزريبة العليا”.
وفي السياق ذاته استمع الحضور إلى محاضرة حول “الأمازيغ جذور وانفتاح” قدم خلالها الأستاذ ياسين بوزلفة، لمحة عن أصول الأمازيغ ومساهمتهم في بناء الحضارات، كما حاول الأستاذ فتحي بن معمر عرض الوشم في الثقافة الأمازيغية ورموزه وحاول ربط هذه المسألة بإطارها الزماني.
كما استمتع الجمهور بمداخلة حول الحلي الأمازيغي دوره ودلالاته من تقديم الأستاذ علي بن طالوبة، وفيها تم تقديم صور مجسمة لمجموعة من الحلي التي اشتهرت بها المرأة الأمازيغية.
هذا، وقد تخلل الندوة شعر أمازيغي من تقديم الشاعر جلول غاق، وأدى المغني الأمازيغي حمادة الزروي مجموعة من الأغاني باللغة الأمازيغية عبرت عن الأصالة والعادات والتقاليد هذه الحضارة المنسية.
وفي اختتام اليوم المفتوح، تم تكريم جميع المشاركين والفاعلين والقائمين على نجاح هذه التظاهرة التي شكلت فاتحة خير نحو المزيد من تنظيم مثل هذه المناسبات للتعريف بالحضارة الأمازيغية.
ويكتب الأمازيغ لغتهم التي يتحدّثونها بالاعتماد على أبجديّة خط التيفيناغ، والذي يُعتبر من أقدم الخطوط الأبجدية، وهو منحدر بالأساس من الأبجدية الفينيقية. كما أن أصولهم ضاربة في التاريخ، وهم يستوطنون كامل شمال إفريقيا تقريبا وصول إلى أقصى الغرب، وهم يحاولون إلى اليوم المحافظة على عاداتهم وتقاليدهم المرتبطة بالأرض، حيث أن تاريخهم يعود إلى آلاف السنين، وهم قبائل مسالمة تؤمن بالتعايش السلمي وقابلة للآخر بجميع اختلافاته.