الرئيسية Uncategorized الشاعرة اللبنانية ساميا عقيقي تبحث عن شاطئ الأمان لترسو بسفينتها المحملة بالحزن والجمال
الشاعرة اللبنانية ساميا عقيقي تبحث عن شاطئ الأمان لترسو بسفينتها المحملة بالحزن والجمال
الشاعرة ساميا عقيقي تبحث عن شاطئ الأمان لترسو بسفنها المحملة بالحزن والجمال
تونس / شادي زريبي
تونس- في سفرها اكتشاف وفي صدى كلماتها موسيقى تطرب القلوب… تنشر الفرح بتقاسيم عود… معانيها ونغماتها تظل تتردد في المدى المسافر مع حرفها… الشاعرة والأديبة اللبنانية ساميا عقيقي في ديوانها الموسوم بـ”سفر وإبحار”، والصادر عن “دار الفراعنة للنشر والتوزيع”، تحاول اختراق المستحيل كي تحط سفنها وترسو على شاطئ الجمال، جمال أبياتها ورقة إحساسها في هذا الوجود المليء بالأسئلة والظنون.
أن تكتب في العشق هو أن تظل صامدا أمام أعاصير الهوى ونار العشق… أن تكتب عن الرحيل هو أن تستأنس بناي في رحلتك الطويلة صوب الحقيقة. هي شاعرة اختارت التفعيلة كي تضفي على كلامها جرسا موسيقيا مميزا، تلهو بالأبيات وتغني للجمال وتستمد طاقتها من حلة الكلام ورحيق الحروف.
في أغلب قصائد الشاعرة نجد الوحدة العضوية شاخصة وواضحة حيث سيطرت العاطفة الموحدة وتعددت الأغراض في داخل منهج القصيدة الواحدة، من ذلك قولها:
“كفاكم عهرا
كفاكم نجاسة
بأرواحنا غدرا
أم ترتوا من دماء”.
لقد اشتملت كل مقاطع الشاعرة عقيقي على حكم كثيرة تحاول فيها الشاعرة أن تنصح أبناء البشر بأن كل ما على هذه الأرض فان لا محالة، مهما حاول الإنسان أن يلهو ويلعب ويجمع المال ويتطاول في بناء القصور الضخمة فلا طائل من ذلك، فالدهر لا يبقي أحدا على حاله، ولو كتب الخلود على أحد لبقي الملوك والجبابرة والطغاة يقومون ما يحلو لهم دون رقابة أو حساب، والحقيقة أن طريق النجاة هو العودة إلى الله. وفي مقاطع أخرى تتحول الشاعرة إلى وصف نوائب الدهر التي لا تبقي إنسانا على حاله سواء كان عبدا مملوكا أو ملكا، لأن الموت لا يتورع عن الفناء حتى لو كان جيشا جرارا فإنه يفنيه في لحظات، تقول الشاعرة:
“لو يعود بي الزمان إلى الوراء
لو لم أعاهد الأيام
ولم أمشي في ذاك الطريق”.
ويخيم اليأس على الشاعرة، وتسود في عينيها هذه الدنيا الفانية لأن الموت لا ينجو منه مخلوق، تقول عقيقي:
“لقد اخترت الرحيل
سأضحي بفرحي
أمام أضواء الشموع”.
وعلى هذا النهج تسير الشاعرة في قصائدها التي سيطرت فيها عاطفة متوقدة ألا وهي الحزن، ومن ثم تعددت الأغراض داخل القصيدة الواحدة فبدأها بالحكمة والنصح ومن ثم المديح في الوصف، ثم مزج الرثاء بالمدح مما يدل على الترابط والتوحد في سبيل بناء قصيدة متكاملة تظهر فيها الوحدة العضوية واضحة للعيان بل وشاخصة.
وتسير ساميا عقيقي في حكايات سردها بنفس حالمة، وبذوق رفيع نابع عن شاعرة حالمة بغد أفضل ومستقبل قد يحمل العديد من المفاجآت الوردية، فتترك ذهنها يتحسس طريق الجمال كي يخلق نصا بديعا، بعبارات تلامس أرواحنا، فتحلم بالسفن الحاملة لأمنياتنا والطاردة للفكر الخامل، تقول:
“على متن سفينة
أكون فيها لوحدي
وأنت عليها الربان”.
هذه الوحدة هي نتاج تجربة الشاعرة، حيث اختارت الرحيل شأنها شأن كل الشعراء حين تضيق بهم الأوطان ويعجزون عن التواصل مع الآخرين، ينشدون الرحيل وهم لا يعلمون إلى أين، فقط الهروب نحو أمل قد يبدو مرسوما من بعيد أو إشراقة قد تلوح من هناك، هي تودع الأحباب طالبة السماح:
“سامحني حبيبي إن قلت وداعا
لا أريد أن تكفكف لي
دموعا تسيل”.
لقد استطاعت الشاعرة أن تخلق عالما شعريا مخصوصا راوحت فيه بين العديد من الصور والرؤى، غايتها إبراز هذا ابعد الوجداني وهذه العاطفة المتقطعة بين العديد من الأحاسيس المضطربة، والمشاعر الفياضة، فخلقت هذا الجو من الرهبة الذاتية وهذا الخوف من المصير في طقوس رومانسية وصور تناجي الطبيعة، تقول:
“مع الليل
يأتي ضجيج الشوق
تختبئ الهمسات بين حنايا الشجر”.
ساميا عقيقي شاعرة اختارت طريق التجديد في المعاني متخذة من وحدة المعاني مسلكا لبناء نصها المفعم بالحزن والأنين والشك والخوف والرهبة، هي شاعرة تجمع بين رقة الإحساس وعذوبة اللفظ كي تبوح بما يخالج أسرارها الدفينة أحيانا والمعلنة أحيانا أخرى… شعرها مزيج بين القوة والضعف، بين كلمات الأنثى المستكينة والأنثى الرافضة والحائرة، هي تصرخ بصوت رقيق تحاول أن تجد إجابات مقنعة لأسئلة الوجود المرهقة.
العراق مكتب بغداد/ الساعدي يحضر اجتماع اللجنة القانونية لمناقشة قانون اعادة العقارات المشمولة بقرارات مجلس قيادة الثورة المنحل
العراق / مكتب بغداد كتب الأعلامي الدكتور جمال الموسوي الساعدي يحضر اجتماع اللجنة القانونية…