فن وألفة : معرض يربك الخاطر ويمتع الناظر
“فن وألفة”… معرض تشكيلي يربك الخاطر ويمتع الناظر
تونس- شادي زريبي
في قاعة تعيدنا الى الزمن الجميل… أيام الأقواس والجدران الحجرية التي تتحدث عن الأصالة بعبق التاريخ… هناك حيث الجمال أجتمع اكثر من خمسين فنانا وفنانة ليصنعوا الحدث… هناك في جو بهيج وروح نقية تشاهد ابداعات رسمتها أنامل تونسية خالصة بروح جديدة وتصور خارج عن المألوف… مجلة ” الموعد الجديد “كانت حاضرة لتنقل هذا التقرير وهي تشارك الجميع حفل الفنون التشكيلية.
لن تجد غير الجمال يحيط بك ولن تشاهد غير الأشكال والألوان من أخيلة تشاركت لترسم البهحة والفرح في النفوس وتعيد للحياة معنى الشعور بقداسة المكان ورقي الانسان.
تقول الفنانة التشكيلية والمنظمة الأستاءة ألفة المثناني ” لقد جهزنا هذا الملتقى في وقت قياسي وحاولنا أن تجمع أكبر عدد من الفنانين حتى نعرف الناس بابداعاتهم. هنا تجد كل المدارس الفنية تقريبا. كما تلمس روح التضامن. هذا الملتقى هو فرصة للالتقاء ومناسبة لتبادل الافكار والاستماع الى مشاغل الفنانين. هي مناسبة لصنع غد أجمل ومستقبل أفضل لهذا القطاع”.
من جهتها ترى الفنانة ليلى قاسمي أن هذا الحضور الكبير دليل على مكانة هذا الفن في نفوس التونسيين وهذه شمعة مازالت تضيء العتمة وأنا أعتبرها بادرة طيبة أرجو أن تتكرر حتى تعيد الفن التشكيلي بريقه وتألقه. وتقول الفنانة لبنى بوقلة “لقد أتيت من سوسة للمشاركة في هذا المعرض الذي أعتيره ناجحا لأنه كان ملتقى العديد من المبدعين بمختلف أطيافهم ومشاربهم. أنا شاركت بلوحة تعبر عن روح الأصالة التي يجب ان تظل مغروسة فنية. لقد سعدت بلقاء العديد من الزملاء واستفدت من طرح القضايا التي تهم قطاع الفنون”.
تنقل ناظريك بين هذه اللوحة وتلك… تسبح بمخيلتك مع هذا العمل وذلك… تحاول أن تجمع بقاياك النبعثرة بعد التحامك مع مشهد أو وجه أو منظر طبيعي… هنا لا سلطان ألا للشعور والاحساس… تحاول أن تقرأ المعاني وقد تعجز أحبانا … تسمع قراءات من هذا الفنان أو ذاك… تقرأ ما وراء السطور فتهجم عليك المعاني تقول الفنانة فائزة نومة ” أنا اخترت نقل الأصالة من خلال التركيز على معالم البناء العربي الأصيل… لوحتي تنقل معالم الجو العتيق بهندسة البناء ولباس المرأة التونسية… أنا اؤمن ان الفن رسالة ولابد ان يكون لها هدف لأن الفن رسالة ونحن نبلغها وان اختلفت طرق التعبير”.
الحركة هنا نشطة جدا والحضور مميز… اليابان هنا وفرنسا والمانبا وبلحيكا وغيرها من الحنسيات الاخرى التي تحاورت مع الحاضرين واللتقطت صورا تذكارية ستبقى حدثا في الذاكرة.
وفي هذا السياق يقول الفنان المبدع طارق الحاج بخير ” أنا سغيد جدا لاني بين هذه الاسماء وفخور بنجاح هذا الحفل البهيج… هذه فرصة لرد الاعتبار للفن التشكيلي التونسي كما ان هذا الموعد رسالة الذين قالوا ان الفن اضمحل وتلاشى أن الفنان لا يموت لأنه يعيش باحساسه وشعوره وهو مواصل في طريقه كي يبلغ رسالته السامية”.
يقول أبو القاسم الشابي “عش بالشعور وللشعور’ وهنا تجد كل الشعراء بقصايدهم على شاكلة لوحات بتصاميم مميزة .. هنا تجد بودلير وروسو ومونتسكيو وكافكا وريمبو وغيرهم يشاركون بيكاسو ودافينتشي ودالي في معاني الجمال وروح الشعر.
تقول الفنانة “نجوى غنوشي ” لم أجد العبارات المناسبة التعبير عن سعادتي بهذا الحفل… هي فرصة رائعة كي نلتقي وكي نناقش أمورا بعيدة عن واقعنا في جو حميمي واخوي… أنا أرى إن الحياة بلا فن لا طعم لها وان على الانسان أن يعيش مثل هذه اللحظات… بكل صدق ارجو ان نستطيع أن نغير العالم بفننا وبوحودنا”. وفي السياق ذاته تقول الفنانة نسيبة عيادي “الفن هو فلسفة.. هو تعبير وسلاح أيضا من أحل صنع الجمال.. نحن هنا نقاوم الواقع المتردي كي نغير الواقع بالريشة واللون والفكرة.. لا تستطيع ان تشعر بالاخر ألا اذا أدركت سرك وكنهك ونحن اليوم تحاول أن نترك لاشعة الشمس أن تعبر النوافذ بل ان تخترق الحدران لو أمكننا ذلك.. ونحن بمثل هذه المناسبات نصنع ربيعا وسط الرياح ونصنع الأمل وسط الاحباط… نحن نروم الجمال لأننا نعشق الآخر ولا نؤمن بالاقصاء .. نحن متحدون لنصنع الربيع بكل ألوانه”.
ونحن تتحاور مع التشكيليين والتشكيليات ادركنا عمق احساسهم ورقة شعورهم … كلمات أنيقة أناقة اللوحات… عبارات رصينة رصاتة ضربات الريشة. تقول الفنانة ” نايلة الزيادي” لا يمكن ان تكون فنانا ألا اذا شعرت بالاخر ولا يمكن ان تدرك عمق الفن ألا اذا غصت في التفاصيل والتحمت مع المخيلة حتى يكون عملك مميزا وناقلا لرؤاك”.
لم يكن هذا اللقاء عاديا ولا يمكن الا أن يكون فاتحة لصنع مستقبل أفضل للساحة الفنية التونسية.. هذا المعرض كان علامة مضيئة في سماء الابداع وكان بادرة جريئة وحدثا مميزا جسمته أسماء استطاعت أن تخلق مزيجا بين الشعر والادب والفلسفة والتاريخ ترجمتها لوحات ناطقة بمختلف التعابير التي خلقت عوالم سحرية حملتنا الى أجواء أسطورية واخرجتنا من واقعنا ولو اللحظات.
بعثة العتبة الحسينية الطيبة نستمر بدعم النازحين في لبنان وتؤمن خدمات غسيل الكلى ل 400 مريض
العراق / مكتب بغداد كتب الأعلامي الدكتور جمال الموسوي بعثة العتبة الحسينية الطبية تستمر بد…