معادن الناس تظهر عند الشدائد

معادن البشر تظهر عند الشدائد

مصر / كتب دكتور عاصم موسى

تتعرض كل من تركيا وسوريا لواحدة من أعنف الزلازل وخسائر فى الأرواح تتعدى 11 ألف قتيل فى زلزال سوريا وتركيا وجرجى ومشردين بلا مأوى وهى بمثابة دعوة للجميع والتى تمت بعضها بالفعل من قبل أفراد وشعوب وحكومات لمد يدن العون والمساعدة والتضامن لأنقاذ ما يمكن أنقاذه فى هذه الظروف الصعبة والحماية والتخفيف .
بمثابه دعوة لنا جميع بالتقرب الى الله عز وجل وما يحدث من قبل من أرسال الله عز وجل لرسل وأنبياء لأيفاقنا وأيقاظنا وتقرينا له واليوم بعد غياب الأنبياء والرسل وأخرهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسليين نجد أن الكوارث والأعاصير والسيول والزلازل بمثابة أنذار لنا جميعا ومن بعدها المجازر والحروب والحل فى قربنا لله عز وجل وسلك الطريق المستقيم .
ومن المواقف الحزينة المؤثرة التى تبكى الحجر أب تركى يمسك يد أبنته خمسة عشر عاما جثة تحت الأنقاض والطفل السورى اللأجى بتركيا وهوالذى علق 45 ساعة بالتراب يرتشف ماء من سدة! وهو تحت أنقاض مبنى منهار كليا وبدا مرهقا بعد 45 ساعة فى الظلام مطمورا بالتراب وشارك رئيس بلدية أسطنبول على التواصل بفيديو معلقا :أحسنت يامحمد .أنطاكيا “.
ورضيعة تبكى بحرقة وتنجو بأعجوبة وسط الأنقاض بسوريا بعد وضع الأم لها وسط الركام ولفظ أنفاسها الأخيرة وام تبكى على وفاة العائلة ككل بالزلزال.
ووسط ما سبق من المأسى والقصص المبكية والمحزنة تم أنقاذ عائلة كاملة بعد أكثر من 40 ساعة من عمليات الأنقاذ للدفاع المدنى السورى .
هذه الزلازل بمثابة دعوة لنا جميعا لأعادة حساباتنا فلا مال ولامنصب أمان فى مثل هذه الأوقات الصعبة وفى مدة لاتزيد عن دقائق عليك أن تترك كل ئىء لأنقاذ نفسك وعائلتك بالخروج من المنزل تاركا كل شىء .
لقد مررت بهذه التجربة فى زلزال 92 بمصر تصادف وجودى فى الخارج بمامورية من قبل الشركة الوطنية للطيران وصعوبة وعذاب الأتصال للأطمئنان على الأهل والمقربيين ولولا جهود أحد أصدقاء عمرى الذى أجرى الأتصال من ولاية اخرى والطمئنة.
تعازينا القلبية لأصدقائنا وأهالينا بسوريا وتركيا وقلوبنا معكم فى هذا المصاب الجلل والحادث المؤلم والقدر الذى حل بكم ومن أعماق قلوبنا نشارككم الأحزان “لله ما أخذ ولله ما أعطى “ونتمنى تظافر الجهود وتضامن الجميع للشفاء والعافية والفرج واللطف بهم .
“اللهم إنك أنت الله لا اله إلا أنت . أنت الغني ونحن الفقراء اليك . نحن عبيدك بنو عبيدك نواصينا بيدك ماض ٍ فينا حكمك عدل فينا قضاؤك ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك . اللهم ادفع عنا البلاء والبراكين والزلازل والمحن وجميع الفتن ما ظهر منها وما بطن . اللهم اني استودعك الجميع”