عبثت معي الحياة /للكاتب التونسي عماد الطويهري

تونس /كتب عماد الطويهري

…..سألت صديقا ونحن في مقهى عادي عن سبب ما ٱلت اليه احوال العباد من رذالة اخلاق وكثرة نفاق وتتالي الانشقاق
فأجاب دون تردد : قل مال الناس وسعى الجمع لسقي الكاس ووقعت الفأس في الراس ….
لم افهم مقصده لكني رأيت الجمع يشترك في البقيلة الذاوية والقميص المرقع والكسيرة اليابسة
انتابني وجع والم عظيم
السماء متلبدة بالسحب كالهموم الجاثمة على صدري ولا تمطر
غادرت المقهى متثاقلا متشائما احمل هموم الخلق مع همومي مثقلا بتساؤلات كثيرة لم اجد لها جوابا
ورحت اجوب الشوارع علني اشفي غليلي او يطمئن قلبي .
وسرعان ما انقلب هذا الزخم من التساؤلات الى زوبعة داخلية عندما لمحت حبيبتي تمر بالشارع
المقابل للساحة العامة وهي على هيئتها وعادتها
من الاناقة والجمال على ما بدى عليها من ملامح وجهها ان بها وجعا دفينا ربما اعلمه ويعلمه الله
اقتربت منها ونطقت اسمها التفتت الي وما ان عرفت ملامحي صاحت منادية باسمي حتى التفت المارة ودون خجل عانقتني كأم تحضن طفلها
وهي التي لم ترني منذ زمن .
عناقا كاسر لكل مانع خوف مجتمعي
انها ارواح تتعانق
انفصلنا قليلا خجلا وحياء
وكانت عيناها كلما نظرت اليها تروي حكاية زمن مر على فراقنا
احس بذلك
وعلى ما احمله من علات ومواجع الا انها كانت كأمل في وسط زحام الحياة ……..
عماد / عبثت معي الحياة