‫الرئيسية‬ الموعد الجديد الأدبي قصة قصيرة / الوفاء؛ للكاتب العراقي محمد علي ابراهيم الجبير
الموعد الجديد الأدبي - 29 ديسمبر، 2022

قصة قصيرة / الوفاء؛ للكاتب العراقي محمد علي ابراهيم الجبير

 

العراق/ متابعة الاعلامي جمال الموسوي

قصة قصيرة بعنوان
(الوفاء)
مات سالم وترك اربعة اولاد، وثلاثة بنات ، ووالدتهم نجية ..
أكبراولاده باسم وعمره 20 سنة ( عشرون سنة ) أكمل
دراسته الاعدادية واشتغل مع ابيه في محل الخياطة اصغرهم كامل ، واكبر منه عبد الله،وعبد الرزاق
وأما البنات ، اكبرهن نهلة وعمرها 18 سنة، اكملت الابتدائية وتركت المدرسة،لكي تساعد والدتها في اعمال البيت ..
اختها الصغرى سهيلة ، والاكبر منها ، سميرة
هذه العائلة كانت تعيش في ظل والدهم سالم برفاهية وراحة تامة .
وعندما توفي سالم بعد ايام من مرضه ، كانت صدمة كبيرة للعائلة واصبح المعيل الوحيد لهم، اخوهم( باسم)
باسم ولد متعلم،ذكي واجه المصاعب بالصبروالايمان
تعلم صنعة ابيه ، وهي خياطة الملابس الرجالية..
بعد انتهاء عزاء والده ، ذهب للمحل ، وباشر بالخياطة
وفتح الله عليه الرزق اكثر من ابيه ..
واستمرت حياتهم سعيدة نحو الافضل ..
طلبت نجية من ولدها باسم ان يتزوج، فقال لها: لن اتزوج الا بعد ان تنتهي دراسة أ خواني واخواتي ويتخرجوا من مدارسهم، ويتم تعينهم واطمأن على مستقبلهم..
في يوم من الايام تقدم احد اولاد الجيران لخطبة نهلة الجميلة، فترك باسم امر الزواج اليها، فردت عليه بانها لاترغب في الزواج في الوقت الحاضر ، وان رغبتهاالاستمراربتحمل مسؤولية خدمتهم الى ان يتخرج اخوتها واخواتها من المدارس ..
حاولت والدتها نجية اقناعها ، وقالت لها ان المتقدم شاب سمعته طيبة ومركزه مرموق فهو موظف لدى الدولة نصيحتي لكِ أن لاتضيعي هذه الفرصة، وانا في صحة جيدة واستطيع أن أقوم باعمال البيت..
ولاداعي ان ترفضي وتضيعي فرصة الزواج ،وسيكون
زواجك خير وبركة باذن الله، وينفتح الطريق امام اخواتك للزواج ..
وقال باسم لوالدته :عسى ان يكون زواجها فاتحة خير
عليها وعلى اخواتها ،و أطمئن على مستقبلها ، وأكون سعيداًعندما أراها في بيتها وهذه امنيتى ،وطلب من اخته ان توافق..
وافقت نهله على الزواج وانتقلت الى بيت زوجها وكان يوم زفافها يوماً بهيجاً ..
ومرت السنين ،اكمل اخوة باسم دراستهم ، وحصل كل واحد منهم على وظيفة حكومية..
وجاء اليوم السعيد وهويرى اخيه الاصغر برتبة ضابط وقد تزوج الضابط بعد زواج عبد الله وعبد الرزاق واخيرا تزوجت اخته سميرة ، ولم يبقى في الدار إلا هو ووالدته واخته الصغيرة سهيلة ..
فقالت له والدته: ياولدي لقد بلغ بي الكبر مبلغاً وانت كبرت ، واخوانك كلهم قد تزوجوا ورحلوا عنا ، فلم تبقى الا سهيلة وهي مخطوبة وسوف تتزوج في الشهر القادم .. قال لها :متى ماتزوجت سهيلة فإنني سوف اتزوج ،
وفي ذلك الوقت اكون قد اديت رسالتي ، وعوضت اخوتي عن فقدان والدهم ، فدعت له والدته بالتوفيق ..
وفعلا وبعد زواج سهيلة ، تقدم الى احدى بنات العائلات
المعروفة وتزوج ، وفي يوم زواجه حضر جميع اخوانه واخواته وكان ذلك اليوم كله بهجة وسروراً
وكان بيت باسم الملجأ والمكان الدافيء لكل أخوانه وأخواته،وكلما احتاج اي واحد من اخوته واخواته لاي مساعدة يحضر الى باسم ويقدم له المساعدة اللازمة ، فهو الأب والأخ والصديق لهم في افراحهم واحزانهم ..
نهله اخت باسم الكبيرة عاشت بسعادة تامة مع زوجها، ورزقهم الله بثلاثة اولاد،وكان والدهم يشتغل في التجارة وكان رجلاً طيباً للغاية،وفي احد الايام تعرضت سيارته الى حادث انقلاب ادى الى وفاته ، وزوجته نهلة لازالت في ريعان شبابها وجمالها،وكانت ذات اخلاق عالية وعلاقاتها طيبة جداً مع اهل زوجها.
وعند وفاة زوجهارغبت الذهاب الى دار اخيها ، لتعيش هي واولادها معه ، فلم يوافق احد من اهل زوجها على هذا الرأي ، وكانوا يكنون لها المحبة والاحترام ويحبون اولادها الذين هم اولادهم ،فقالوا لها :ان هذا البيت هو بيتك وتجارة زوجك لك و الى اولادك ،وان ذهابك الى
دار اخيك يعني ابتعاد الاولاد عنا ونحن نحبكم ونحب ان تبقين معنا انت واولادك ،وافقت العيش معهم في بيت زوجها الذي يسكنه والد ووالدة زوجها وولدهم
سميرالاخ الاصغر لزوجها ..
بعد فترة من الزمن ، عرض والد زوجها عليها الزواج من ولده سمير، وقال لها : انت انسانة طيبة واخلاقك
عالية ، وانا احب ان احافظ على اولاد المرحوم ابني ، ويكونوا تحت رعايتنا وولدي سمير هوعمهم بمثابة والدهم،..
قالت له : ياعمي اني لااريد الزواج من عم اولادي او الزواج من اي شخص اخر،وكل همي ان اكرس حياتي لتربية اولادي ..
كثر الحاح عمها والد زوجها عليها بالزواج من ولده سمير ولاسيما ان الكثير من الناس يرغبون الزواج منها
لهذا قررت الذهاب الى دار اخيها ، للعيش معه هي واولادها،هرباً من ضغط والد زوجها ومن كثرةالخُطاب
رحب بها باسم كثيراً وفرغ غرفة خاصة لها وغرفة اخرى الى اولادها. في بداية الامركانت زوجة اخيها باسم تبدي لها المحبة والاحترام والمعاملة الطيبة وخاصة أمام باسم، ولكن بمرور الوقت ، اخذت تسمعها وتكلمها ببعض الكلمات المرة والقاسية ، منها مثلاً لو كان عندك حظ لم تفقدي زوجك ، وكأن بيدها الموت أو الحياة ؛
حارت نهلة هل تخبر اخاها بتصرف زوجته معها ام تسكت ، وتضل تسمع الاهانات..
ان اخيها يحبها حباً جماً ، وهو الذي اوقف حياته ومستقبله من اجل اخوانه واخواته ، وهو الذي ضحى في بداية شبابه بسعادته ولم يتزوج الا بعد ان تزوجت اصغر اخواته ، وهو الذي قام بخدمة والدتهم الى ان توفاها الله سبحانه وتعالى ..
لا لن تقول له ابداً ولن تكون سبباً بخراب بيته وسعادته
انه اخ يستحق ان تضحى من اجله براحتها وتتحمل اعتداءات زوجة اخيها واهاناتها وتصبر .
ولكنها عاشت في جحيم لايطاق مع زوجة اخيها ، ووصل بها الحد أن تتآمرعلى أطفالها وتنهال عليهم بالضرب امامها وهي صابرة من اجل اخيها ؛
وفي يوم من الايام زارتهاوالدة زوجها لكي تراها وتطمأن على الاولاد ،وعرضت عليها الرجوع الى البيت والعيش معهم ولاسيما ان ولدها سمير قد سافر الى الخارج لاكمال دراسته ..
وافقت نهلة وكم كانت مفاجئة لوالدة زوجها ،اذ انها كانت ترفض بشدة ولاترضى حتى المناقشة بهذا الموضوع ، ولم تسأل عن سبب الموافقة دون اي مناقشة اواعتراض ؛؛
ذهبت مع والدة زوجها للعيش هي واولادها معهم ، وقررت في نفسها الموافقة بفكرة الزواج من سمير عند عودته من الخارج..
مرت السنين وجاء اليوم الذي عاد فيه سميرمن الخارج ولكنه عاد ومعه زوجته التي تزوجها عندما كان يدرس في الخارج دون علم اهله ..
تم استقبال سمير مع زوجته وكان يوماً جميلاً على الجميع ،وكم كانت دهشته عندما شاهد نهلة ساكنة معهم فرحب بها وبأولادهاكثيراً..
وقال لها:اهلاًبأختي العزيزة وعاشوا فترة بسعاد وهناء
واستمر زواج سمير مدة من الزمن ولم يرزق من زوجته اي طفل رغم المراجعات الكثيرة ثبت بعد ذلك ان سبب عدم الانجاب هو وجود مانع في الزوجة.
تكدرت حياة سمير وزوجته وكثرت المشاكل بينهم انتهت بالطلاق وعادت الزوجة من حيث اتت ..
ومرت مدة من الزمن اصاب والد سمير مرض على اثره جمع اسرته اي والدة سمير ونهلة واولادها ، وطلب من نهلة الموافقة على الزواج من سمير لكي يموت وهو مطمئن على اولادها، واكد لها ان اصراره على الزواج من سمير هو المحافظة على الاولاد من ناحية ومن ناحية اخرى، امنيتي ان تكوني زوجة الى ولدي سميرلطيب اخلاقك وسيرتك الممتازة ..
ولم يكن امام نهلة الا الموافقة على الزواج من سميرليكون اباً حنوناً على الاولاد،وعسى ان يكون الزواج من سميرتعويضاً لها عن ايام العذاب النفسي والقساوة التي عاشتها مع زوجة اخيها واعلنت موافقتها وتم الزواج وعاشوا جميعاً بالسعادة والافراح
محمد علي ابراهيم الجبير

‫شاهد أيضًا‬

روضة الحالمين/ بقلم الاديبة نبال احمد ديبة

روضة الحالمين بقلم الأديبة نبال أحمد ديبة بينَ الموجة وأختِها رميتُ قلبي هل يصير شراعاً يص…