الموعد الأدبي/ قصة قصيرة::الأصدقاء الثلاثة للكاتب العراقي محمد علي الجبير
العراق /مكتب بغداد
متابعة الاعلامي جمال الموسوي
قصة قصيرة بعنوان (الاصدقاء الثلاثة)
بقلم
الكاتب العراقي محمد علي ابراهيم الجبير
كان كاظم وسلمان وموسى اصدقاء بنفس العمر،ونفس المدرسة في الصف الرابع الابتدائي ، في المدرسة القديمة في الناحية التابعة الى احد المحافظات الجنوبية ..
المدرسة كبيرة وهي من المدارس المتكاملة من كل شيء ، طابق واحد ، مبنية من الطابوق والجص تحتوي على اثنا عشر صف بالاضافة الى غرفة مدير المدرسة وغرفة المعلمين وغرفة اخرى تستعمل كحانوت يباع فيه الحلويات لتلاميذ المدرسة ( وهناك غرفة خلف البناية بابها على الساحة الخلفية للمدرسة تستعمل كمخزن لحفظ كافة مستلزمات الرياضة البدنية )، وكل الغرف تطل على ساحة واسعة ،و الساحة على شكل المربع المفتوح من الجانب الامامي المتصل بممر يصل الى الباب الخارجي للمدرسة وعلى جانبي هذا الممر اشجار السدرالعالية (النبك ) وخلف هذه الاشجار حديقة على اليمين وحديقة على اليسار وكلاهما مزروعتان بشتى انواع اشجار الورود منها ورد الجوري والياسمين واشجار الدلفا ، وتوجد بناية واسعة علي شكل غرفة مستطيلة قسم منهامخصص مرافق صحية والقسم الاخر مغاسل مرتبة ترتيبا رائعاً ، وخلف المدرسة ساحة لاجراء الرياضة البدنية الصباحية مسيجة بسياج مشترك مع سياج المدرسة و في سياج الساحة الخلفية باب يؤدي الى ساحة واسعة جدا مخصصة للالعاب والمسابقات الرياضية ،وهذه الساحة الكبيرة مسيجة ايضاً بسياج من جميع جوانبها ، ولايوجد منفذ للساحةغير الباب المذكور المشترك مع الساحة الخلفية للمدرسة..
اما كادر المدرسة تم اختياره من المعلمين القدامى اصحاب الخبرة ولديهم خدمات سابقة في مدارس اخرى لسنوات كثيرة…
تدار هذه المدرسة الضخمة من مدير حازم جدا ومعاون له خبرة في الامور الادارية ،لهذا ترى تفوق التلاميذ الذين يتخرجون منها، بمعدلات عالية ..
يخدم في المدرسة اثنان من الفراشين لنتظيف المدرسة يومياً ..
والد كاظم محامي ناجح ومعروف بكسب القضايا التي يتوكل عليه.
والد سلمان طبيب ناجح ، وله مقدرة على تشخيص الامراض التي يشكو منها مراجعوا العيادة ، وتعين العلاج الشافي في الوصفة الطبية ، وبذلك شاعت سمعته الطيبة بين الناس؛؛
اما والد موسى تاجر حبوب ، معروف بالصدق والامانة ، يقوم بشراء الحبوب من المزارعين وتصنيعها في محله الخاص بتصنيع الحبوب و بيعها على كبار التجار في المحافظات الكبيرة و المختصين ببيع الحبوب الى المستهلكين في الداخل وتصدير الكميات الجيدة الى خارج البلد مقابل العملة الصعبة ..
عاش الاولاد الثلاثة وكأنهم اخوة في المدرسة ، اذا تعرض احدهم
لاعتداء من قبل احد التلاميذ، فانهم يتعاونون على ضرب المعتدي
يذهبون الى المدرسة سوياً و في وقت واحد ، ويخرجون معاً ، العابهم مشتركة ، يتعاونون فيما بينهم على تهيأة الدروس وحل الواجبات البيتية ، لايسمحون لاي غريب ان يتدخل بينهم ، لهذا عرفوا( بلقب الاصدقاء الثلاثة) ، والتلاميذ تتحاشى الكلام معهم ،
وفي كل نهاية سنة وعند اكمال السنة الدراسية ،تظهر نتائج الامتحان وهم من الأوائل الحاصلين على اعلى الدرجات ..
واستمروا في الدراسة واجتازوا المرحلة الابتدائية والمتوسطة بنفس المستوى العالى ، اختارواالفرع العلمي لدراستهم ،
حقق موسى اعلى الدرجات التي تأهله للدخول في اي كلية علمية يشاء ؛
ولم يحصل سلمان وموسى على الدرجات التي تأهلهم للدخول الى الكليات العلمية ، وكانت نتائجهم خيبة أمل لوالديهما ..
ويرجع السبب ان سلمان تعلق قلبه في حب فتاة جميلة ، ساقها القدر له في احد الايام ،وهو خارج من داره ، اصبح وجها لوجه معها ، نظر لها والتقت عينيه بعينيها وابتسمت له ،وابتسم لها ،
سحرته عيناها، وجمال طولها ، وطريقة مشيها ، بادرته بتحية الصباح بصوتها الرخيم ، ورد عليها التحية ،ولكنها اشعلت النار في قلبه ،وسلبت عقله ،واصبح كل تفكيره بها، وقرر ان يعرف اهلها وسكنها ..
في اليوم الثاني خرج من داره قبل موعد خروجه اليومي لعله يلتقي بها ثانية ..
انتظر في الباب ،وإذا بها تخرج من دار قريبة من داره ، وفرت عليه السؤال عنها وعن اهلها ، لانه يعرف اهلها ويعرف امها المسيطرة على الجميع في البيت ..
اخذ يفكر بها ليلا ونهاراً ،وكان هذا التفكير هو السبب في انخفاض مستواه الدراسي ،
اماكاظم فكانت رغبته الدخول في كلية القانون ، ولم يهتم في الحصول على درجات عالية ، واكتفي بما يحققه من المعدل الذي حددته كلية القانون ..
قدم موسى على كلية الهنسة المدنية وقبل فيها وهذه رغبته وأمنية بان يكون مهندساً مشهورا..
وقدم سلمان على كلية التجارة وقبل فيها ايضاً وكانت امنيته القبول في كلية التجارة ، ليصبح من كبار التجار ، ليماثل والد موسى في التجارة..
وقبل كاظم في كلية القانون وقبل فيها . ليكون مثل ابيه محاميا ناجحاً يدافع عن الحق ..
وهكذا تفرق الاصدقاء الثلاثة ، واصبح كل واحد في كلية ، وفي مكان بعيد عن الاخر..
الطبيب والد سلمان اصابته خيبة امل في ولده الذي كان يرغب بان يكون طبياً مثله ، الا ان سلمان اوضح لابيه بان رغبته ان يكون احد تجار البلد …
المحامي والد كاظم رحب بقبول ولده في كلية القانون ليكون محامياً ناجحاً مثله.
أما تاجر الحبوب والد موسى ، فرح فرحا كبيراً بقبول ولده في كلية الهندسة المدنية ،
وتخرج الاصدقاء الثلاثة من كلياتهم وعرف كل منهم مستقبله ..
وبعد تخرجهم ، مارس سلمان التجارة ، ونجح فيها نجاحاً باهراً،رغم ان والده طبيب ، ولايعرف عن التجارة شيء ، ولكن رغبته وهدفه بأن يكون تاجراُ لامعاً استطاع تحقيق هدفه واصبح تاجرً كبيراً ..
طلب سلمان من والده ان يخطب له ماجدة بنت الجيران ، واوضح لوالده بانه يحبها منذ سنوات ، وقبل الدخول الى الكلية .. والدته لم توافق على الخطوبة كون والدتها هي المسيطرة على البيت ،ولاسيطرة لوالدها على بيته ؛؛
حاول سلمان ان يقنع والدته بان ماجدة مدّرسة اي انها متعلمة ومثقفة ، وتختلف عن امها بالكثير من الصفات ، وهو مقتنع بها وباخلاقها ، ولكن والدته لم توافق ابداً على هذا الزواج ؛
واصبح سلمان كلما دخل الى البيت تستقبله زوجته بسؤاله عن شراء البيت الجديد ،واخيرا ابلغها بانه باع بيتهم الساكنين فيه بنصف الثمن وسوف يضيف عليه مبلغاً كبيراً حتى يتمكن من شراء الدار التي تريدها .
وبعد ان دفع المبلغ الكبير وانهى معاملة الشراء، قالت له : يجب تغير كل اثاث البيت لتتناسب مع الدارالجديدة ، و أنها لم تسكن في البيت الجديد الا بعد شراء الاثاث الجديد ، كما طلبت منه بيع اواهداء الاثاث القديمة ..
قال لها : ان اثاث البيت كله جديد ولم يمر شهر على شراءه ، وقد كلفه مبالغ كبيرة ،
– لابد من شراء اثاث جديد ولايمكن ان تنقل هذا الاثاث الى البيت الجديد ؟
لقد كلفه شراء البيت مبلغا كبير ،بالاضافة الى بيع بيته السابق بثمن بخس وخسرمبلغا كبيراً ،
اضطر اخيراً تحت ضغطها وتدخل والدتها ، التي لايستطيع مواجهتها لسلاطة لسانها ، وصوتها العالي ! لشراء اثاث بمبلغ باهض بعد بيع اثاث بيته الذي لم يمر على شراءه شهر واحد بربع قيمة شراءه ، وهذه خسارة اخرى ،وقال في نفسه اذا استمرت حياته مع هذه الزوجه ، فستقضي عليه وعلى تجارته بالكامل ،
ولم تستقر في البيت حتى طالبته بشراء سيارة حديثة خاصة لها ، حاول ان يقنعها بان سيارته موجوده وهي حديثة ولاحاجة لشراء سيارة غيرها،رفضت هي والدتها ، واصرتا على شراء سيارة حديثة ويسجلها باسمها ؟؟ واصر هو عدم تنفيذ رغبتها ، لانه سيتعرض لخسارة كبيرة في عمله ،ولاسيما ان عمله ، ليس على مايرام بعد زواجه منها ..
تركت البيت ، مهددة بانها لن ترجع للبيت الا بعد تنفيذ رغبتها وشراء السيارة وتسجيلها باسمها ؟
احتار في أمره وقرر ايجاد طريقة للخلاص منها ومن امها ، واصبح يعض اصبعه نادما على عدم طاعة والدته التي كانت تريد مصلحته وراحته واستقراره ، وكانت تتوقع كل ماحصل له من زوجته وامها..
واستقر رأيه الذهاب الي صديقه من الطفولة المحامي كاظم لعله يجد هو أووالده المحامي ، طريق للخلاص منها؛
اشاروا عليه ببيع الدار الذي اشتراها مؤخراً ، ومن ثم بيع جميع الاثاث ، و يرجع يسكن مع اهله ..
وبذلك انها وامها لايستطيعان عمل شيء سوى اقامة الشكوى ضده
وانهما مستعدان ان يتوكلا عنه ، ويعملان على خلاصه منها ..
بعد ان يشيرا عليه ماذا يعمل ، خطوة بخطوة.
وفعلا طلب منها زوجها العودة والسكن مع اهله ، رفضت وطالبت ببيت مستقل ، وافق على طلبها ، ووجد بيتا قديماً باطراف المدينة ، بعيداً عن مدرستها فقام بتأجيره لها ، ولايوجد غيره للايجار ..رفضت وطلبت الطلاق ، وافق على الطلاق بعد أن دفع المقدم من الصداق وتنازلت عن المؤخر وبذلك انتهت علاقته مع ماجدة وتخلص من امها سليطة اللسان ،واصبح حراً طليقاً بفضل مشورة صديقه المحامي كاظم والده..
وبذل جهوداً كبيرة لتعويض خسائره ،وبعد فترة ليست قصيرة تعرف على فتاة جميلة من عائلة معروفة ، وخطبها من اهلها وتزوجها ، ورزق منها طفلاً جميلاً ..
مرت الايام وحان رجوع صديقه المهندس موسى من خارج البلد بعد حصوله على شهادة الماجستير والدكتوراء هو وزوجته واطفاله الاربعة وكان في استقبلهما ، المحامي كاظم وزوجته واطفاله الثلاثة، وسلمان التاجر وزوجته الثانية ومعه ولده الصغير ، والتقى الاصدقاء الثلاثة مرة اخرى ، وزاد من علاقاتهم الاخوية انهم سكنوا في منطقة واحدة ، واصبح لقاءهم يوميا في المساء والليل
وعاشوا هم واولادهم كأنهم اخوة وبقى لقبهم ملازما لهم الاصدقاء الثلاثة …
بطول 20ميتر تحت الأرض الاستخبارات العسكرية تضبط نفقا لعصابات داعش الإرهابي في محافظة نينوى يحتوي مواد شديدة الانفجار
مديرية الاستخبارات العسكرية متابعة المراسل الصحفي ابراهبم الايزيدي بطول ٣٠ م…