قصة قصيرة /البنت المدلله الكاتب العراقي محمد علي ابراهيم الجبير
العراق/متابعة مدير مكتب الموعد الجديد العالمية الاعلامي جمال الموسوي
العراق/متابعة مدير مكتب الموعد الجديد العالمية الاعلامي جمال الموسوي
قصة قصيرة بعنوان
.. البنت المدلله
..للقاص العراقى : محمد علي ابراهيم الجبير
بنت واحدة وتسعة اولاد الى نامق الذي تزوج من زهوري بنت خاله ..
زهوري تزوجت من نامق وهو اكبر منها بعشرة سنوات ، وكانت
إمرأة ولود رغم ضعف حالة نامق المالية الى ان وصل عدد
أولادها الى عشرة ؛
ومع ذلك كان نظام معيشتهم ممتاز كما يبدو للاخرين؛؛
و عندما يسألهم أي شخص عن احوالهم ، يتم جوابه بانهم بأحسن الاحوال ؛؛ يعود ذلك لقوة ايمانهم وقناعتهم برزقهم وحسن تربيتهم.
مرت الايام والاشهر والسنين ، كبر الاولادواشتغلوا مع والدهم في محله الواقع في منتصف السوق الكبيرفي المدينة ، تحسنت احوالهم
كثيراً ، استطاعوا شراء بيت حديث كبيروواسع ، تم تأثيثه بانواع الاثاث الفاخر، وبان عليهم نعمة الثراء من خلال تبدل معيشتهم وصرفهم ، وخاصة إبنتهم الوحيدة ، والدها يلبي كل طلباتها واخوتها لايبخلون عليها بأي شيء تطلبه ايضاً وبدون حساب واصبحت الآمرة الناهية متخطية سلطة والدتها ، لم يستطيع احد ان يتكلم معها بشيء لاترغبه ، كما لايستطيع احد ان يغضبها ، لاسباب منها انها الأخت الوحيدة في البيت ، والكل يحبها ويحترمها
وطبعا ان امها تقف ضد من يغضبها من اخوتها واصبحت فعلا المدللة بمعنى الكلمة ! ان الحرية التي تمتعت بها ، وامكانيتها المادية أضرتها كثيراً وجعلتها تتحول من الدلال الى الشراسة وتتصرف وكأنها طفلة ، ولاتتصرف كفتاة ناضجة وشابة مستحقة
للزواج ،واستمرت على هذا المنوال وكلما تقدم بها العمر يزداد تصرفها الغير مقبول نهائياً يوماً بعد يوم؛؛
وكم كان والدها يتمنى ان يراها عروسة ، وكانت أمها تحاول معها وترشدها بان تتصرف بتعقل ، وانها اصبحت شابة ، ويجب ان تفكر في الزواج ، ولكن مساعي والديها تذهب هباءا منثورا ولم تجدي محاولاتهما على الزواج اي نفع معها . والسبب تربيتهما لها على الدلال ، ولاأحد يتكلم معها الى ان استفحل امرها؛؛ قرروالدها ان يزوجها لاي شخص يتقدم لخطبتها، ولكن من سوء الحظ لم يتقدم احد لخطبتها؟
ومرت الايام والشهور وهي تزداد رعونة بحيث اصبحت لاتطاق .
تقدم لها احد اقاربها متزوج وله ولد وزوجته متوفية ، وبالرغم عدم توافق عمرها مع عمر اقاربها المتقدم لزواجها اذ يكبرها بخمسة عشر سنة الا ان والدها ووالدتها وافقا على تزويجها له ..
وتملكهما الفرح الغامر، وذلك ان مشكلتها في البيت تنتهي بزواجها وانتقالها لبيت زوجها .. .
ولكن خاب ظنهما ،ان البنت المدللة لم توافق الانتقال الي بيت زوجها ، واعلنت انها لاتفارق امها واخوتها ولاتفارق والدها ،وابدت كذلك كراهيتها لأبن زوجها المسكين بدون ان تراه ، وكراهيتها لزوجته المتوفية ،ولاتطيق سماع اسمها اوقصتها او عن اي شيء يروي عنهما .
استعمل زوجها كل اساليب الاقناع السلمية والدبلوماسية ، واحيانا اساليب الشدة في سبيل ان تسكن معه في بيته ،الا انها لم توافق ، وحاول والدها ووالدتها بإقناعها بان تذهب معه وتعود في اليوم
الثاني ! وافقت ان تذهب معه في الليل وترجع لبيت اهلها في صباح اليوم التالي ؛؛
شعر زوجها بالندم على هذا الزواج ، وكان باعتقاده ان يقنعها بمرور الايام ولكنه فشل في ذلك ..
رزق منها ولدان وبنت ، وهي على موقفها ، مما اضطره ان يفكر في طلاقها…
اخوتها تزوجوا الواحد بعد الاخر ولم يبقى في الدار سوى والديها .
اصاب المرض والدتها لم يمهلها المرض طويلاً، وانتقلت بسببه الى رحمة الله ..
ولم يبقى سوى والدها الذي داهمه المرض ، قامت على خدمته ، ونظر لها والدها وقال في نفسه: ماذا يكون مصيرها ، اذا توفاه الله ، اكيد انها سوف تبقى وحيدة ولا أحد يتحملها أو يسكنها معه، وخاصة زوجها الذي يريد أن يطلقها ، مما دعاه ان يسجل نصف ملكية الدار باسمها ،
وساءت حالته الصحية وانتقل الى رحمة الله وبقيت البنت وحيدة بعد وفاة والدها،ولم يبقى معها في البيت سوى ولديها وابنتها ،
زوجها يزور اولاده يومياً من وراء الباب ليطمئن عليهم ويلبي طلباتهم المعيشية …كما انه استمر بمحاولاته مع احد اخوانها في سبيل رجوعها الى بيته ، كل ذلك من اجل اولاده ..
الى جاء يوم وافقت المدللة على الرجوع الى زوجها ، بعد ان خسرت والديها وخسرت المودة والعلاقة الطيبة مع اخوتها ، وكل ذلك بسبب الدلال، وعاشت مع زوجها واولادها بعد ان فتحت صفحة جديدة لعلاقات طيبة مع زوجها ..
بهدوء شديد سقوط دمشق
بهدوء شديد: سقوط دمشق– كتب محمد خفاجى عضو الأتحاد العام للمصريين بالخارج كويت اتمنى …