الروائية الفرنسية أني إرنو تفوز بجائزة نوبل للأدب
الروائية الفرنسية أني إرنو تفوز بجائزة نوبل للأدب
كتب /شادي زريبي
الروائية الفرنسية آني إرنو تفوز بجائزة نوبل للآداب
بوكس: كاتبة أظهرت شجاعة وبراعة في اكتشاف الجذور والبُعد والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية
بوكس: وُلدت إرنو لعائلة متواضعة من البقالين في نورماندي في شمال فرنسا وظلت وفية لخلفيتها من الطبقة العاملة
بوكس: أصبحت صوتا رائدا في جيلها بفضل أعمالها في سيرتها الذاتية
بوكس: كاتبة وضعت سيرتها الذاتية بأسلوبها التحليلي البارد في قلب حياتها المهنية
مُنحت جائزة نوبل للآداب، الخميس 06 أكتوبر 2022، للروائية الفرنسية آنّي إرنو Annie Ernaux، وفق ما أعلنت الأكاديمية السويدية في ستوكهولم. وعللت لجنة نوبل اختيارها إرنو بما أظهرته من “شجاعة وبراعة” في “اكتشاف الجذور والبُعد والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية”.
وقالت الأكاديمية السويدية في شرحها لاختيارها، أنّي إرنو من مواليد 01 سبتمبر 1940 “تفحص باستمرار، ومن زوايا مختلفة، حياة تتميز بتباينات قوية فيما يتعلق بالجنس واللغة والطبقة”.
وقالت إرنو، وهي أول فرنسية تفوز بجائزة الأدب “فاجأني الأمر جدا… لم أفكر قط في أن تكون في نطاقي ككاتبة… إنها مسؤولية كبيرة… أن أدلي بشهادتي، ليس بالضرورة من حيث كتابتي، لكن أن أدلي بشهادتي بدقة وعدل فيما يتعلق بالعالم”.
وعُرفت روايات إرنو بتمركزها، إلى حدّ بعيد، حول تجاربها الخاصّة والحميمية، حيث لا تغادر أعمالُها مواضيعَ مثل الأزمات العائلة، والإحساس بالعار تجاه الطبقة التي تنتمي إليها، إضافة إلى كتابتها عن علاقاتها العاطفية دون استعارات أو تورية، وهو ما تسبّب بإثارة العديد من النقاشات الحادّة عند صدور عدد من أعمالها.
واشتهرت الكاتبة بميولاتها اليسارية ومعاداتها للعنصرية في فرنسا. وقد وقّعت، في شهر ماي 2018، عريضة، بالتعاون مع شخصيات من عالم الثقافة، لمقاطعة موسم الثقافات بين فرنسا وإسرائيل، والذي يعتبر، وفقًا للعريضة، بمثابة واجهة لإسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني.
وفي عام 2019، شاركت في نداء نشر في موقع “ميديا بارت” الفرنسي المعروف لمقاطعة تنظيم منافسة “يورو فيجن” في تل أبيب. وكانت إرنو قد قالت من قبل إن الكتابة عمل سياسي يفتح أعيننا على عدم المساواة الاجتماعية.
وقالت الأكاديمية السويدية إنها من أجل “هذا الغرض تستخدم اللغة كسكين، كما تسميها لتمزيق حجب الخيال”.
وأشار عضو الأكاديمية السويدية أندرس أولسون إلى”إنها قطعت طريقا طويلا في حياتها، إنها امرأة شجاعة”.
وقال جيسون ويتكر، رئيس قسم اللغة الإنكليزية والصحافة في جامعة لينكون في بريطانيا إن الجائزة يجب أن تهتم أكثر بفئة السيرة الذاتية للمرأة “التي غالبا ما يتم تجاهلها في مجال ما يزال يهيمن عليه الذكور”.
وأشارت دار “سفن ستوريز برس”، ناشر إرنو في الولايات المتحدة لمدة 31 عاما، إلى أنها نشرت الترجمة الإنكليزية لكتابها الأخير”شابّ” قبل يومين فحسب من فوزها بجائزة نوبل. وهي الآن تستعجل طباعة كثير من كتبها السابقة.
وكتبت وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة روزلين باشيلوت على تويتر أن إرنو “كاتبة وضعت سيرتها الذاتية بأسلوبها التحليلي البارد في قلب حياتها المهنية. قد لا يتفق المرء مع خياراتها السياسية لكن يجب على المرء أن يحيي عملا مؤثرا وجياشا”.
وفاز فيلم مقتبس من رواية بعنوان “يحدث” التي نُشرت عام 2000 لإرنو، حول تجربتها في إجراء الإجهاض حين كان لا يزال غير قانوني في فرنسا في الستينات من القرن الماضي، بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي عام 2021.
وبحصول إرنو على نوبل يصل عدد الكتّاب الفرنسيّين الذين نالوا الجائزة إلى 16 كاتباً حتى اليوم، ويصل عدد الفائزات بالجائزة إلى 17 امرأة كانت أولاهُنّ السويدية سلمى لاغرلوف عام 1909.
وأشار بيان الأكاديمية إلى أن الدافع وراء منحها الجائزة هو “الشجاعة والدقّة في المعالجة اللتين تكشف من خلالهما الجذور والاغتراب والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية”.
ولعلّ عملها الأخير، “شابّ”، الذي صدر قبل أسابيع، ينتمي إلى هذه الأجواء، حيث تحكي الرواية علاقة إرنو العاطفية مع شاب يصغرها بثلاثين عاما. وقد تلقّت الرواية، منذ صدورها، عدداً كبيرا من المراجعات النقدية التي اعتبرت أنها ربما أهم عمل صدر خلال الموسم الأدبي الجديد هذا الخريف.
منذ كتابها الأول، “الخزائن الفارغة” (1974)، أصدرت آني إرنو نحو عشرين كتابا، بين رواية وقصة وسرد سيَري، من بينها “الساحة” (1983) التي فازت بجائزة “رونودو”، و”عاطفة بسيطة” (1993)، و”السنوات” (2008)، الحاصلة على جائزَتي “مارغريت دورا” و”فرنسوا مورياك” عامَ صدورها، و”الفتاة الأُخرى” (2011)، و”ذاكرة فتاة” (2016).
نشأت إرنو في بلدة إيفتو بمنطقة نورماندي في أسرة تنتمي إلى الطبقة العاملة، ودرست في جامعتي “روان” و”بوردو” وحازت على درجة الدكتوراه في الأدب الحديث عام 1971، وعملت أستاذة في عدد من الكليات الجامعية قبل أن تصدر عملها الأول الذي يقترب من السيرة الذاتية التي تقاطعت أيضا مع أعمال لاحقة لها.
ومن مؤلفاتها التي تُرجمت إلى العربية: روايات “لم أخرج من ليلي” عن “المركز القومي للترجمة” سنة 2005، و”الاحتلال” عام 2011، و”انظر إلى الأضواء يا حبيبي” سنة 2017، و”شغف بسيط” سنة 2019، وجميعها صدرت عن “دار الجمل”.
وكانت الفائزة نشرت كتابها الأول “Les armoires vides” (الخزائن الفارغة) باللغة الفرنسية عام 1974، وباللغة الإنكليزية “Cleaned Out” عام 1990. أما روايتها الرابعة، “La place” (المكانة) فنشرتها عام 1983، وصدرت باللغة الإنكليزية تحت عنوان “A Man’s Place” (مكانة الإنسان) عام 1992، التي وضعتها في مصاف الروائيين الكبار.
وجائزة نوبل التي جرى تقديمها لأول مرة عام 1901، ذهبت إلى اسم كان من ضمن أبرز الأسماء المرشّحة هذا العام إلى جانب أسماء عدّة؛ مثل الروائيين الهندي سلمان رشدي، والفرنسييْن ميشال ويلبك وبيار ميشون، والكيني نغوغي وا ثيونغو، وكاتب الخيال العلمي الأميركي ستيفن كينغ وآخرين.
ويُنتظر أن تتسلم الفائزة، إلى جانب خمسة فائزين آخرين بجوائز نوبل المختلفة لهذا العام، ميدالية وشهادة وجائزةً نقدية تبلغ قيمتها 10 ملايين كرونة (915 ألف دولار)، في حفلٍ يُقام في ستوكهولم في العاشر من ديسمبر المقبل، في ذكرى رحيل ألفرد نوبل عام .1896
– المفاوضات – تضليل وغطاء للابادة الجماعية للشعب الفلسطيني
**المفاوضات: تضليل وغطاء للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني** اليمن /*كتب/عبدالله صالح الحاج…