‫الرئيسية‬ الموعد الفني تونس: حوار خاص بالموعد الجديد مع الفنان التشكيلي التونسي إبراهيم العزابي /كان علي ان. اخترق الطريق المسدودة والا اكرر نفسي

تونس: حوار خاص بالموعد الجديد مع الفنان التشكيلي التونسي إبراهيم العزابي /كان علي ان. اخترق الطريق المسدودة والا اكرر نفسي

تونس: حوار خاص بالموعد الجديد مع الفنان التشكيلي التونسي إبراهيم العزابي /كان علي ان. اخترق الطريق المسدودة والا اكرر نفسي

تونس/ اجرى الحوار الخاص للموعد الجديد العالمية

شادي زريبي

التشكيلي التونسي إبراهيم العزابي: كان عليّ أن أخترق الطرق المسدودة وألا أكرر نفسي
————-
بوكس: أنا أستعمل علامات وحروف ورموز لأجعلها تثري فضاء اللوحة بالإيقاع والحركة
بوكس: الفنان المحترف هو الفنان الجيّد، والمحترف في الحقيقة هو الذي يعيش من فنه. أنا هاو وسأبقى كذلك، هاو للموسيقى في المقام الأوّل وللفنون التشكيلية في المقام الثاني
————
تعليق الصور: الفنان إبراهيم العزابي في مرسمه الخاص
مجموعة من أعمال الفنان التشكيلي إبراهيم العزابي
————–

 

هو فنان تشكيلي يداعب ريشته فيحول الفضاء الأبيض إلى صور ناطقة ومعبّرة عن إحساس مرهف بالجمال، ويبسط على لوحته فيضا من السحر فيصير المكان لا حدود له لاحتواء رؤاه وانفعالاته المتحولة. إبراهيم العزابي تشكيلي تونسي احتضن ريشته فبادرته الدفء والحنان، مررها وروّضها فاستكانت وخطّت فولد الإبداع من فرط الوله بالرسم. له عالمه الخاص ومرسمه الذي حوّله إلى عالم مقدّس لا يجوز لأحد اقتحامه إلا بعد أخذ الإذن من لوحاته التي انبثقت من فكر أسر وخيال واسع فجاءت على شاكلة الضياء المنبعث من سماء يداعب فجرا ضحوكا. مجلة “الموعد الجديد العالمية” استضافت الفنان التشكيلي إبراهيم العزابي واقتحمت خلوته فعاينت عالمه واستدرجت فكره وجمّعت خواطره ليكون هذا الحوار الشيق وهذا الحديث عن مواضيع مختلفة أبى التشكيلي إلا أن يضعها بين يدي القراء.
1) ما هي المراحل التي تمر بها اللوحة، علما بأنك تستعمل مواد مختلفة في إنجازها؟
– عندما أجد ضرورة في إدخال مواد مختلفة، أفعل، حيث أني منذ سنة 1979 نصف لوحاتي ليست بالضرورة مادويّة. والحقيقة أنّ اهتمامي بالمادويّة جاء منذ سنة 1974 بمدرسة الفنون الجميلة، حيث اطلعتُ على الفنّ الجداري الفرعوني، فأغرتني تلك المادة المتآكلة بفعل الزمن، ثمّ اطّلعتُ على حركة اللاشكلانيين le mouvement informel، حيث اندهشتُ أمام أعمال الفرنسي جان دوبوفي وطابياس Tapiés وفوتريي Fautrier وآخرين غير معروفين، أثارت فيّ أعمالهم الدهشة في ذلك الوقت، وانطلقت مسيرتي الفنيّة من المعهد وقبل التخرّج بسنتين كنت قد وجدتُ طريقي، وهذا الطريق تبيّن لي فيما بعد أنه لا نهاية له، فكان عليّ فكان لزاما عليّ أن أخترق الطرق المسدودة وألاّ أكرر نفسي.
وفي هذا الإطار يقول خليل قويعة في كتابه “تشكيل الرؤية” (سنة 2007):”.. هي تجربة ثريّة سريعة التطوّر… كما أنّ حركة فرشاة العزابي أسرع من تلك الحركة البطيئة لأقلام النقّاد… درجة التطوّر في تجربة العزابي لا تحسب من معرض إلى آخر بل من لوحة إلى أخرى”.
2) ما هو مصدر الإبداع لديك لكي تبدع، هل هو من شخص محبوب أو مصدره توفير جوّ معيّن أو تجهيز طقوس محدّدة أو غير ذلك؟
– أنا لا أدّعي أنّي مبدع، الناقد الفني هو من يحكم إن كنتُ مبدعا أم لا، أما عمّا تسمّيه الإبداع فإنّ التمشي الذي توخيته في بداياتي يتفق مع المدرسة اللاشكلية التي ظهرت في أواخر أربعينات القرن الماضي، حيث أقوم بمواجهة مع بياض اللوحة ولديّ فكرة عامة لم تتحدد ملامحها بعدُ، ثم تتواصل عملية البناء بالمواد المختلفة والزيت أوالأكليريك وتبدأ اللوحة تتوضح، إنها عملية تتطلب آليات إنشائية تساعدني للوصول إلى ما أصبو إليه، وهو بالتحديد: بُنى توحي بفضاءات هندسية معمارية أو تجريدية / مادوية أو غنائية، كما توحي بفضاءات صحراوية.
3) هل لك أن توضح لنا علاقتك بالمعمار والحروف العربية التي نجدها في بعض لوحاتك؟
– بالنسبة إلى المعمار والاستفادة منه في عملية إنشاء اللوحة أحيلك غلى كتاب “تشكيل الرؤية” لخليل قويعة، حيث يقول “… إلى أيّ حدّ كان هذا التصريف الجمالي للتراث حركة ينتقل فيها البعد المعماري من كونه مصدر إلهام يسكن خارج اللوحة، إلى كونه ركيزة للفعل التشكيلي داخل اللوحة، أو من كونه قوة جاذبة إلى كونه قوة دافعة”.
أمّا عن علاقتي بالحروف العربية فهي تختلف عن نجا المهداوي مثلا فهي عند هذا الأخير تمثّل كلّا لا يتجزّأ في لوحاته، أي هي المكوّن الأساسي، فيما أنا أستعمل علامات وحروف ورموز لأجعلها تثري فضاء اللوحة بالإيقاع والحركة.
4) نظمت العديد من المعارض المتميزة في تونس وخارجها، فما هي القيمة المضافة التي أتيت بها؟ وهل تمكنت من تكوين جمهور وعشاق أم أنه مقتصر بالمشتغلين بهذا المجال فقط؟
– المعارض الفنية التي قمت بها في الخارج نظمتها الدولة التونسية في الأسابيع الثقافية التي نظمتها في أنحاء العالم.
أما المعارض التي قمت بها شخصيا بالخارج كان أهمها معرض الرابطة الدولية للفنون التشكيلية التي كنتُ رئيسا مساعدا لها من سنة 1989 إلى سنة 1995، وقد شاركت بست لوحات، وكان ذلك بعاصمة كوريا الجنوبية سيول، وكان متحف الفن المعاصر بسيول اقتنى لي لوحتين فيما اقتنى أصدقائي من الكوريين لوحتين اُخرتين ولكني لم أتمكن من العودة للعرض في سيول مرة أخرى لأن ثمن تذكرة الطائرة في ذلك الوقت كان بثلاثة ملايين من مليماتنا.
5) ما هو مفهومك للفنان المحترفـ،، وهل يمكن للتشكيلي أن يعيش من فنه؟
– أنت تسألني وكأنني فنان محترف يعيش من فنه، إن معنى الاحتراف في الوسط الفني التشكيلي: الفنان المحترف هو الفنان الجيّد، والمحترف في الحقيقة هو الذي يعيش من فنه. أنا هاو وسأبقى كذلك، هاو للموسيقى في المقام الأوّل وللفنون التشكيلية في المقام الثاني بقي أني أعيش من مرتبي كأستاذ، ومن اقتناءات الدولة للوحاتي في معارضي الشخصية والجماعية.
6) هل للجنة الشراءات في تونس تأثير على مصير التشكيليين وتوجهات البعض منهم، وهل هناك حقيقة محاباة، بمعنى المعاملات في الوسط الفني التشكيلي التونسي؟
– لجنة الشراءات هذه مكّنت عديد الفنانين المبدعين من مواصلة مشوارهم الفني. لم تنجح تونس في إرساء سوق فنية، فحتى قاعات العروض لا تتمكن من الاستغناء على لجنة اقتناء الأعمال، كما لم تنجح في تحديد تسعيرة الأعمال الفنية، وقد قمنا بندوات تطرح هذه الأسئلة دون جدوى، لذلك لا يصحّ أن نتحدث عن الاحتراف.
رغم كل هذا فهناك جهود كبيرة تبذل في الضاحية الشمالية، قام بها أصحاب قاعات العروض تنبئ بكل خير حول الاحتراف والسوق الفنية في تونس.
————–
سيرة ذاتية
– إبراهيم العزابي من مواليد مجاز الباب (ولاية باجة) سنة 1949.
– درس بالمعهد العالي للفنون الجميلة بتونس.
– تخرج سنة 1975، وأقام عدة معارض بأروقة بالعاصمة التونسية وبعض المدن داخل الجمهورية.
– ترأس اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين 1989/1991.
– انتخب رئيسا مساعدا للرابطة الدولية للفنون 1989/1995.
– أسس صحبة خليل قويعة وهشام بلغيث الرابطة التونسية للفنون التشكيلية سنة 2016.
– مارس الكتابة في الصحف التونسية بصفة صحفيا ثقافيا في المنابر الإعلامية “الأخبار و”الرينوفو” و”الصحافة”.

‫شاهد أيضًا‬

تحليل سياسي : مواقف حركة حماس ورفضها المتكرر للتهدئة في ظل تصاعد وتعقيد الاوضاع في غزة

تحليل سياسي: مواقف حركة حماس ورفضها المتكرر للتهدئة في ظل تصاعد وتعقيد الأوضاع في غزة غزة …