‫الرئيسية‬ الموعد الادبي الشاعر المصري طارق المحارب/القصيدة الحموية

الشاعر المصري طارق المحارب/القصيدة الحموية

 

 

الشاعر طارق المحارب ..
17/7/2020
إعادة نشر ..

القصيدة الحموية ( النَّاعورية ) ..

أوقفتُ عندَ حماةَ اليومَ أوقاتي
حينَ القوافي اصطفتْ أمَّ الجميلاتِ

جاءتْ إلى النَّهرِ تروي طفلةً كبرتْ
هذا هوَ الماءُ و البستانُ فاقتاتي

يا أمَّ عاصٍ إذا يجري ضحكتِ لهُ
فخطَّ في ثغرِكِ البسَّامِ آياتِ !!

سهولُكِ الخضرُ قرآنٌ جديدُ صِباً
نامتْ على تُربِها كلُّ الحضاراتِ

سلي النَّواعيرَ كمْ أُنشودةٍ حملتْ
و كمْ سخاءٍ تلا منها السَّخاءاتِ !!

يا مَعْلماً لم يزلْ بالرّغمِ منْ قِدَمٍ
فنّاً بديعاً جديراً بالعناياتِ !!

ناعورةٌ أنتِ امْ ضوضاءُ ملحمةٍ
فيها اجتماعٌ لأصواتٍ كغاباتِ ؟!!

صهيلُ خيلٍ و زأْرٌ فيهِ خرخرةٌ
يعوي بها الذِّئبُ في بعضِ المقاماتِ

أمْ لاعبٌ بارِعٌ و الماءُ مَلعبُهُ
يحكي على سطحِهِ أبهى الحكاياتِ

تدورُ لكنَّها تبقى بلا سَفَرٍ
إذْ ليسَ منْ شأنِها قطْعُ المسافاتِ

و ربَّما هي تمشي إنَّما نظري
للماءِ زاغَ فغشَّ الطَّرْفُ رنْواتي

كم منْ بلادٍ طوتْ لو أنَّها ارتحلتْ
عَبْرَ الزَّمانِ بأرجاءِ الولاياتِ !!

فاقتْ برحلتِها طولاً بُدُورَ سما
وكلَّ نجمٍ على تلكَ المجرَّاتِ

غنَّيتِ منذُ قديمِ الدَّهرِ أغنيةً
ظلَّتْ فتيَّةَ أوتارٍ بأنَّاتِ

و إنْ أتى بلبلٌ أحيا بجانبِها
حفلاً سمعتَ صفيراً في النُّسَيماتِ

و الرِّيحُ إنْ سكِرتْ هزَّتكِ حاضنةً
و ثغرُها ينتشي منْ بعضِ قُبْلاتِ

و الماءُ منْ كلِّ ثقبٍ جاءَ مُنطلِقاً
كما اللجينِ تراءى في المساراتِ

كمْ قطَّعتهُ أكفُّ الرِّيحِ مُندفِقاً
منَ الجوانبِ مسكوكاً كليراتِ

دامتْ حِيالَكِ أصداءٌ لمعركةٍ
منْ عهدِ روما إلى عهدِ الفتوحاتِ

تُعادُ في اليومِ آلافاً مُداوِمةً
و لا استراحةَ في حَرِّ السُّويعاتِ

كحربٍ جبشينِ منْ جَانٍ إذا التحما
سمعتَ صوتاً و تُخفي الأرضُ هيئاتِ

تخالُ جمهورَ خَلْقٍ راصِداً سَبَقاً
و كلُّ ناحيةٍ تُلقي الهتافاتِ

ما زلتُ أعجبُ منْ صوتٍ بهِ شجَنٌ
تجتازُ أنَّتُهُ عرْضَ المساحاتِ

أسطورةٌ أنتِ مَلهاةٌ إذا ضحكتْ
تَبكي بضحْكتِها آلامُ مأساةِ

و النَّهرُ يَجري فيُجري فوقَهُ كرَماً
يُهدَى ولا مَنَّ في هذي العطاءاتِ

كمُسعِفٍ دونَ أجرٍ مدَّ أذرعَهُ
للنَّاسِ فهْوَ لهُ كلُّ الثَّناءاتِ

أوْ كالنَّبيِّينَ يَهدونَ الورى و هُمُ
لمْ يقبضوا درهماً عنْ ذي الهداياتِ

إنَّا بعصرٍ نُدورُ الشَّهمِ عِلَّتُهُ
و قدْ شفيتِ بهاتيكَ الشَّهاماتِ

طارق موسى المحارب ..

بقلمي ..

‫شاهد أيضًا‬

مطبخ الموعد الجديد العالمية/ كوجينتنا التونسية: من الحلويات التونسية كعك الورقية بالعطرشية.. أو بالنسري ولا أجمل ولا ألذ ولا اروع .. كلوا بالشفاء والهناء .. تابعونا على الفيديو

      متابعة رئيسةالتحرير الدكتورةاميرة الرويقي   كعك الورقة التونسي ب…