مقالات الموعد الجديد /هل يستطيع المُجرِمُ أن يُجَرِّمَ غيره؟!
فلسطين/كتب طالب ياسين
هلْ يستطيعُ المُجرِمُ أنْ يُجَرِّمَ غيرَهُ ..؟!
ألا فَلْيَنْظُـرِ المُجــرِمُ إلى سـلوكيَّاتِـــهِ
الإجراميَّــةِ أوَّلاً
هناكَ فرقٌ بينَ عصريْن : عصرُ الإسلامِ وَما أسفرَ عنهُ من إحداثٍ مُبْهرٍ في النِّظامِ العالميِّ ، الذي قد أخرجَ النّاسَ من عصرِ الظُّلُماتِ إلى عصرِ النّورِ والأخلاقِ وَالعِلم .. وبينَ العصرِ الغربيِّ الأمير.كيِّ وَالأوروبيِّ إلذي أفْضى إلى انْفِلاتِ النّظامِ العالميِّ إلى الفوضى والإنفلات .
عصرُ صدرِ الإسلام هو عصرُ النِّظامِ العالميِّ الجديد ، الذي نَقَلَ وَنَظَمَ العالَمَ إبَّانَ ذاكَ العصر ، من الجاهليَّةِ إلى الدّينِ وَإلى العِلمِ وَإلى الأخلاق وَالأهَمُّ من كلِّ ذلكَ أنَّهُ علَّمَ العالَمَ ، مباديءَ وَكيفيَّةِ استِعمالِ القوَّة .. وذلكَ بِعكسِ الغربِ الأمير.كيِّ والأوروبيّ في استعمالِ أسلوبِ القوَّةِ المنفلتةِ المُنْبَعثَةِ من أُسلوبِ الغريزةِ المتوحشَةِ الضّارَّة .. !
عصرُ الغربِ أنتجَ الفوضى أللاَّ أخلاقيّةِ وَالتَّوَحُّشيَّةِ وَأطلقوا عليها بِالفَوْضى الخلاَّقة .. هو عصرُهُمُ الّذي انْعَدَمَتْ فيهِ القِيَمُ وَالمُثُلُ وَالأخلاقُ .. هم يَدَّعونَ ــ للأسف ـ بالقِيَمِ الأوروبيَّةِ وَالأميركيّةِ .. وَلكنَّها أخلاقٌ صِفْريَّةٍ .. فَلِسوءِ فلسفَتِهِم اللَّا أخلاقيَّةِ .. بَدَّلوا القيَمَ الأصيلةَ ، بِقِيَمِ الفسادِ والفتنةِ والتّوَحشِ وَالتّنَاحر .. مِنَ التَّناحُرِ فيما بينهم ، إلى نشرِ التَّناحرِ والتَّفاقُمِ بينَ الشعوب ..!
وَلَمَّا كانَ هذا أمرُهُم وهذا هو اعتباطُهُم .. وهذهِ هيَ سولكيَّاتِهُمُ الدَّنيئةَ .. وهذا مَكرُهُم .. فلقد وَقَعَ عليهم سوءُ المَكرِ وَوَقَعَتْ عليهم سوءُ العاقبةِ جرَّاءَ ظُلْمِهِم للشعوبِ الضّعيفةِ ، بطريقةٍ إنْتقائيَّةٍ مُقيتة ، ولهذا فلقد يَسَّرَ اللهُ لهذهِ الشّعوبِ الضّعيفة ، لَمَنْ هو يَمتلكُ القُدرَةَ لِإيقافِ هذهِ الزُّمرَةِ الغربيّةِ المتوحشَةِ عندَ حدودها لِيُذِلَّها وَلِيُخضِعَها .. !
فَروسيا لم تولد من فراغ ، بل عن حكمةٍ وَعَنْ تَدَبُّرٍ ، من أجلِ أنْ توقِفَ أو أنْ تُبْقِيَ الظّالمَ الأمير.كيّ حائراً أمامَ روسيا ــ بوتينُ .. لا تدري ماذا تفعل ..؟! والبريطانيُّ كما نراهُ يُهَدِّدُ وَيُزَمجرُ كَعادتِهِ ، ولكنَّهُ لا يلبثُ أنْ يَنْثَنِيَ عن تهديداتِهِ فَيُعاودَ ابتلاعِها حينما يَفشَل ..! والفرنسيُّ الغارقُ في دماءِ الجزائرِ وليبيا وسوريا .. نَراهُ يُظْهِرُ التَّوَدُّدَ لِبوتينَ ، كما لو أنَّهُ خُلِقَ كَمَلَكٍ فوقَ هذهِ الأرض حينما يشعرُ أنَّ قُواهُ تُخْـذَل ..!
إذاً ونحنُ أمامَ أمرٍ كهذا ، فلا يَحقُّ للمجرِمِ أنْ يُجَرِّمَ غيْرَهُ ..! نقولُ هذا ونحنُ نسمعُ كثيراً من أقوالِ الغربيينَ المُلوَّثَةُ أيديهم بِدِماءِ البشريّةِ .. أنَّهُم بِصَدَدِ تَوْثيقِ جرائمِ ضدَّ روسيا ــ بوتينُ في أوكرانيا .. فَهَلْ وَعِيَ هذا الغربُ إلى جرائمِهِ السّابقةُ ..؟! والتي ما زالتْ نراها مُستمرَّةً ، تقومُ على مُعاقبةِ كلِّ من يُخالفُ أهواءَهُ المجنونة ، فَيُشدِّدُ عليهِمُ الحصارَ ، كَحِصارِ أبي جهلٍ للمسلمينَ في مكَّة ..؟!
لَعَمرُ اللهِ .. فإنَّ ظّلمَ الغربِ معَ ظُلْمِ أبي جهلٍ هنا يلتقي .. وَبلتقي حينما يَتَطابقُ حصارُ أبي جهلٍ للمسلمينَ ، مع حصارِ هذا الغربِ الأمير.كيِّ والأوروبيِّ الإستعماريِّ للشعوبِ التي تُخالفُهُ هَوى الإجرامِ .. فالتّاريخُ يُعيدُ لنا نفسَهُ .. ولكن بِوُجوهٍ أخرى وَأزمانٍ مُتَغيِّرَة .. إلاَّ أنَّ أسلوبَ النَّهْجِ يبقى هو .. كما هو .. !
إذاً فَلْتَـذُقْ أمَر.يكا من نفسِ ماءِ الصّديد الذي أذاقَتْهُ للشعوب .. فهذا الألكترونُ الذي صَنَعوهُ وَأَوْجَدوهُ وَفَجَّروهُ في اليابانُ ، هو نَفْسُهُ نَراهُ وقد طوَّقَ أعناقَهُم بِالخوفِ والحيرةِ وَذَهابِ العقل .. وَإذا ما تَمادى هذا الغربُ في غِيِّهِ وفي إفْسادِهِ في الأرض ، فَسَيكونُ هذا العنصرَ الذي صَنَعوهُ وَأَوْجَدوهُ ، لِيُرهبوا بهِ غيرَهُمُ من الشُّعوبِ ،هو عنصُرُ فنائهم في نهايةِ الأمر ..!
قالَ تعالى :”فَذوقوا فلن نزيدَكم إلاَّ عذابا ” فَأمريكا هيَ في عذابٍ تَعيشُهُ الآن .. هيَ حائرةٌ من أمرِ هذا الألكترونِ الرّوسيّ .. هي مُرتجفةٌ من ذَرَّةٍ مُنْعَدِمَةٍ في الصّغَرِ والحجم .. أمَر.يكا مُرتبكةٌ .. وليسَ لنا سوى أنْ نَستلْهِمَ جزئيَّةً من خطبةِ طارقِ بنِ زياد .. يومَ وقفَ مُخاطباً جنودَهُ في جزيرةِ الرّوضةِ على شاطيءِ إسبانيا ، ولكنَّ طارقَ كانَ حينها أسَداً مُتَحفِّزاً للقتال ، أمَّا أَمَر.يكا فهي مُتَراجعةٌ عن خوفٍ وعن جُبْن ، فَحالُها هو كَحالِ الخائفِ الجبان : فَروسيا ــ بوتينُ هيَ من خلفِها .. والنَّوويُّ القاتلُ الفتَّاكُ أمامَها .. فهذا هو سلاحُكُمُ القاتلُ الفَتَّاكُ أيّها الغربُ ، أصبحَ عدوُّكُمُ الذي يُرهبُكُم .. فهذا هو مكرُ اللهِ .. أمَّا مَكرُكُمُ بالشعوبِ .. فَلا شيءَ .. بل هيَ بلاهةُ العقلِ .. وَمِنْ ضِمْنِ خرافاتِهِ السَّاذجَــةِ ..!
المحكمة الدولية لتسوية المنازعات لندن: وانعقاد الملتقى القضائي 57 في مدينة رٱس البر – مصر
مصر /كتب عصو الهيئة العليا بالمحكمة الدولية لتسوية المنازعات -الدكتور مالك سكرية #الملتقى_…