مسرحية الكونتاينر حاوية الشحن و الهجرة السرية عبرالبر
تونس/منصف كريمي
مسرحية “الكونتاينر”:هجرة سرية عبر البر رافق فيها الجمهور الممثلين
في اختتام الدورة التأسيسية لملتقى مراكز الفنون الدرامية بولاية تونس الكبرى قدم مركز الفنون الدرامية بمنوبة مؤخرا عرضا لمسرحية ” الكونتاينر” وهو عمل فني عن نص للكاتبة العالمية كلايري بايلاي واخراج حافظ خليفة .
و”الكونتاينر ” هي كلمة انقليزية the container وتعني حاوية الشحن le conteneur بالفرنسية وقد تعمد المخرج وكاتب النص اعتماد نفس العنوان على اساس أن الموضوع المطروح يدور داخل فضاء ضيق وخانق كما أن نسق الأحداث سيكون متصاعدا وتدور داخل هذه الحاوية وهو ما اكتشفه الجمهور حين قادهم الممثل رمزي سليم صاحب دور المهرب التركي الذي اعتلى خشبة الركح قبل انطلاق رحلة شاحنة الكونتاينر نحو المجهول .
وقد انطلقت الأحداث داخل الحاوية في أجواء منقبضة حزينة صامتة لتكشف في سياق الأحداث عن هوية الحارقين وهم خمسة لاجئين من بلدان عربية من تونس ومن سوريا ومن العراق ومن الصومال يسافرون داخل هذا الكونتاينر في هجرة سرية بعد أن دفعوا كل ما لديهم من أموال.
وتنطلق في الأثناء عملية المكاشفة لمعاناة كل فرد منهم وكل واحد وقصته مع الألم والعذاب والهروب من الجحيم وهنا يظهر سر إصرار المخرج على معايشة الجمهور صيرورة الأحداث ومتابعة الفعل الدرامي والوقوف على مأساة هؤلاء الحارقين بالحضور جنبا إلى جنب مع الممثلين وكأنهم من العناصر المهاجرة معهم في نفس الأجواء الخانقة حيث يعانون ويلات الحارقين ويشعرون عن قرب بآلامهم ويصبحون جزءا من الحكاية و شاهدين على مآس ينفطر منها الحجر ويتفتت من سماعها الصخر.
وللاشارة فقد سبق للمخرج حافظ خليفة أن اشتغل على هذه المسرحية العالمية “الكونتاينر ” في نسختها الايطالية قبل سنوات وإيمانا منه بأهمية هذه القضية الإنسانية الحارقة والدامية للقلوب قرر إطلاق النسخة التونسية من “الكونتاينر” للغوص أكثر في هذا الموضوع الحارق من وجهة نظر عربية تونسية وكأنه أراد بذلك إطلاق صرخة فنان من أجل التدخل لإيقاف هذا النزيف الذي دمر العائلات والشباب في مختلف الاعمار.
وهذه المسرحية تمثّل شكلا جديدا من أنواع المسرح التجريبي يخوضها المخرج حافظ خليفة خلافا لما عودنا عليه من أعمال فنية ضخمة وسينوغرافيا مشهدية متحركة وإنارة وإبهار حيث حاد في هذا العمل عن نواميس الفرجة المسرحية المعهودة وأقدم على التمرد على الإخراج الكلاسيكي المتعارف عليهم من ركح وانارة وموسيقى وتمرد أيضا على الفضاءات الشاسعة والسينوغرافيا المتحركة ليخوض مغامرة المسرح التجريبي دون إنارة مسرحية مفتعلة أو ديكور أو فضاءات مفتوحة ودون موسيقى بل اعتمد على بطاريات وإضاءة خافتة فقط داخل فضاء ضيق جدا وهو الكونتاينر اي حاوية شحن البضائع ولمزيد اضفاء أكثر مصداقية وجرأة وتمرد أقدم المخرج على تشريك الجمهور في اللعب الدرامي بدفعه للمشاهدة داخل الحاوية ليكون مرافقا للممثلين في رحلة الموت والوقوف على معاناة هؤلاء الحارقين ليصبح الجمهور الحاضر جزءا من الحكاية و شاهد على المأساة الانسانية
وبالرغم من ضيق المكان والتصاقهم بالجمهور إلا أن الممثلين أبدعوا في آداء أدوارهم بلهجات مختلفة ومتعددة حسب الجنسيات وقد شارك في هذا العمل كل من الممثلين المبدعين البشير الصالحي ، أميمة المحرزي ، جميلة كامارا ، رمزي سليم ، نادية تليش ، عبد القادر الدريدي ، آدم الجبالي ، وفي التقنية والتوضيب الركحي رياض التوتي ، محمد دبيشي و فتحي الزمزي .
وتبعا لخصوصية النص وتعدد اللهجات وحتى يكون اكثر واقعية و صدقا
وارتباطا وثيقا بالواقعساعد في صياغة اللهجات الأصلية كاللهجة السورية(الغوطة الشمالية) الدكتور عجاج سليم Ajaj Salim من سوريا و العراقية الدكتورة عواطف نعيم وعزيز خيون من سنجار بالموصل بالعراق العراق والفنان عبد الله المصري من السودان و ولتركية الاستاذة رانية السوايحي
منصف كريمي
العراق مكتب بغداد/ الساعدي يحضر اجتماع اللجنة القانونية لمناقشة قانون اعادة العقارات المشمولة بقرارات مجلس قيادة الثورة المنحل
العراق / مكتب بغداد كتب الأعلامي الدكتور جمال الموسوي الساعدي يحضر اجتماع اللجنة القانونية…