الموعد الثقافى - 27 مايو، 2021

في اصدارها القصصي الجديد”نقيق الزّمن”:

الكاتب يشارك ابتسام الخميري كتابة أثرها القصصي

Amira rowaeki 27 مايو، 2021

0 366 0 ‫دقائق‬

تونس – منصف كريمى

يحتفي فضاء “بيت الرواية” ظهر اليوم 26 ماي الجاري بمقرّه بمدينة الثقافة بتونس العاصمة وفي اطار برمجة “توقيعات راعي النجوم” بالمجموعة الققصية الجديدة “نقيق الزّمن” للشاعرة والكاتبة ابتسام الخميري ومن خلال حفل توقيع لهذه المجموعة القصصية التي تعدّ الثانية في الرصيد القصصي والروائي لهذه المبدعة

وقد صدرت هذه المجموعة عن دار الاتّحاد للنّشر و التّوزيع و جاءت في حجم متوسّط في 125 صفحة و تضمّنت أربعة و ثلاثين قصّة قصيرة منتقاة من الواقع المعيش حيث قدّمت الكاتبة في هذه المجموعة أحداثا عاشتها مع المحيطين بها أو من محض خيالها لشخوص إنسانيّة هنا أو هناك في كلّ مكان من العالم

وتضمن هذا الاصدار عددا من القصص القصيرة على غرار ” نقيق الزّمن” و” نادية الأنواء” و” وهم الضّريح” و” زئبق البحر”و” على حافة الانتظار”و” الصّخور لا تتفتّت” و” الطّلب”و”الهروب إلى الرّحيل” و”عرش مُلكة”و” فرحٌ مؤجّلٌ” و”منفذ مغلق”و” غربة الرّحيل”و” للحلم لون الرّماد”و” لها جرح آخر”و” الميلاد”و” دويّ الرّغبة”لتأتي عناوين هذه الأقصوصات مختلفة إذ جاء بعضها مفردة واحدة على غرار “الطّلب” “الميلاد” ” الجائع” ” الوهم” ” السّجين” ” الظلّ”و” التّيه” و جاء بعضها مركّبا على غرار” نادية الأنواء” “غربة الرّحيل” ” مرفأ البراءة” ” هديل المطر” و” فرح مؤجّل” و بعضها الآخر ورد في شكل جملة اسميّة على غرار”سفر إلى المدى” ” الصّخور لا تتفتّت”و” الهروب إلى الرّحيل”

وعموما فان”نقيق الزّمن” هي قصص أو صور قدّمتها لنا الكاتبة ذات صلة بالإنسان حيث رسمت حالته النّفسيّة و الاجتماعيّة و حتّى ثقافته وبدت بين النّصوص مرايا العلاقات الإنسانيّة بدقّة متناهية هي علاقات لا بدّ منها لأنّ الإنسان مدنيّ بطبعه فهو الأب العاجز أمام مسؤوليّاته في قصّة “هديل المطر” و هي المرأة العربيّة الباحثة عن ذاتها في مجتمع ذكوريّ أو هو الإنسان الّذي يبحث عن راحة لمشاعره في صديقة أو شخص لترصد هذه المجموعة القصصية معاناة الإنسان و بحثه الدّؤوب بين الدّروب

وفي تقديمه لهذه المجموعة الدّكتور مصطفى المدايني “في هذه المجموعة تحقّق الكاتبة الوعي الحادّ بواقع تعيشه فترسمه بكلّ جرأة كرسّام يعيد رسم المشهد الطّبيعيّ حيث تحوّلت الكاتبة من رسم الواقع من الخارج كما فعلت ذلك في مجموعتها القصصيّة الأولى -غواية السكّين-الصّادرة عن دار مجد بالقاهرة سنة 2003 إلى أن تكون هي الشّخصيّة أو الشّخوص الّتي تعيش الأحداث و الحالات النفسيّة من ألم و وجع و أمل… و هي جريئة في ذلك لم تخش موقف القارئ…”

الجدير بالذّكر أنّ “نقيق الزّمن” هي مجموعة قصص واقعيّة بلغة سليمة واضحة لا لبس فيها بأسلوب يشدّ القارئ و يشوّقه لكنّه قد يصدمه فلا يجد نهاية كما ينتظر أو هي نهايات مفتوحة تجعل القارئ يتخيّل و يكتب نهاية كما يحلو له و هو ما عمدت إليه الكاتبة و حذقته بحرفيّتها و خبرتها في كتابة القصّة القصيرة لأكثر من عقدين من الزّمن وقد أشاد نقّاد المشرق و منذ صدور مؤلّفها الأوّل بمدى تمكّنها من ركائز القصّة القصيرة و إجادتها لحبك الأحداث و الشّخوص

عن مجموعتها تقول الكاتبة إبتسام الخميري “إنّ الفضل يعود لأساتذة نقّاد حرصوا في فترة من الزّمن على توجيه الأقلام الشابّة فكان لي شرف الاستفادة من دراساتهم و محاضراتهم على غرار الدّكتور محمّد القاضي، كما كان للمطالعة المستمرّة منذ صغري الدّور المهمّ في تنمية ملكة الكتابة عندي”

وإبتسام الخميري هي أستاذة مدارس درست العلوم القانونيّة و هي رئيسة فرع سوسة لرابطة الكاتبات التّونسيّات و سفيرة السّلام بأكاديميّة السّلام بألمانيا و عضو مسؤول عن الشّؤون الثّقافيّة في عدّة منظّمات دوليّة و عربيّة وعضو اتّحاد الكتّاب التّونسيين وقد شاركت في عدّة مهرجانات عربيّة خارج البلاد بالمغرب و مصر و الأردن و الشّارقة وقد صدر لها في الشّعر مجموعات “خواطر مسافر” سنة 2005 و “صلوات في هيكل الحياة” في شكل قرص مضغوط و مجموعة قصصيّة “غواية السكّين” سنة 2003 و في السّنوات الأخيرة صدر لها ديوان مشترك بالمغرب تحت عنوان “ألفة القصيد” سنة 2017 و ديوان “شيء من الذّاكرة” في طبعة أولى بالقاهرة عن دار الأديب سنة 2018 ثمّ طبعة ثانية عن الثّقافيّة بالمنستير سنة 2019 و رواية “العاثي” عن الثّقافيّة سنة 2020 كما شاركت في عدّة كتب نقديّة مع نخبة من الدّكاترة من العالم العربي و الإفريقي منها كتاب “سميائيّات النصّ الشّعري لدى الدّكتور أحمد مفدي” وكتاب “التّسامح في الأدبين العربي و الإفريقي” وكتاب”فتنة الخطاب الشّعريّ اللّبناني لدى ماجدة داغر” كما تكتب هذه القاصّة مسرح الطّفل و قصص الأطفال وتقوم بالتّغطية الإعلاميّة لعدد من التظاهرات الثقافيّة لتظلّ هذه الكاتبة مسكونة بهاجس الإبداع و الكتابة و التّعبير الإنسانيّ العميق